شهر رمضان - فضائل الجوع
ديننا
فضائل الجوع
منها صفاء القلب لأن الشبع يكثر البخار في الدماغ ، فيعرضه شبه السكر ، فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار، وعن سرعة الانتقال ، فيعمى القلب.
الجوع بخلاف ذلك يصير سبباً لصفاء القلب ورقّته ، ويهيئ القلب لإدمان الفكر الموصل إلى المعرفة، وله نور محسوس، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "من أجاع بطنه عظمت فكرته، وقد سمعت مواريث المعرفة".
ومنها : الانكسار والذل ، وزوال الأشر والبطر ، والفرح الذي هو مبدأ الطغيان فإذا ذل النفس يسكن لربّه ويخشع .
ومنها : كسر سورة الشهوات والقوى التي تورث المعاصي وتوقع في الكبائر المهلكات لأن أغلب الكبائر تنشأ من شهوة الكلام، وشهوة الفرج، وكسر الشهوتين سبب للاعتصام من المهلكات.
ومنها : دفع النوم المضيّع للعمر الذي هو رأس مال الإنسان لتجارة الآخرة، وهو سبب لدوام السهر الذي هو بذر كل خير، ومعين للتهجّد الباعث لوصول المقام المحمود.
ومنها : تيسّر جميع العبادات من وجوه ، أهونها قلّة الاحتياج إلى التخلّي وتحصيل الطعام ، وقلّة الابتلاء بأمراض شتّى ، فإن المعدة بيت الداء ، والحمية رأس كل دواء، وكل ذلك محوج للإنسان لعروض الدنيا من مالها وجاهها اللذين فيهما هلك من هلك.
ومنها : التمكّن من بذل المال والإطعام والصلة والبر والحج والزيارة وبالجملة العبادات الماليّة كلّها .
#الميرزا_جواد_الملكي_التبريزي_ره