www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - ديننا فلسفة الصوم |1|

ديننا

فلسفة الصوم

|1|

 

الصوم مشروع تغيير روحي

 

إن الآية المباركة وهي قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .

تفيد أن جميع الأمم فُرض عليها الصيام، بكيفيات مختلفة، وذلك لهدف واضحٍ ألا وهو قوله عز وجل: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون.

 

بعض الناس يصومون فقط لأنّه واجبٌ عليهم، وشيئًا فشيئًا حتى هذا الوجوب يختفي من أذهانهم ومن قلوبهم ويتحوّل إلى نوع من العمل دون الالتفات إلى الآثار والثمار. لذلك فإنّ توجه القلب إلى أهداف الصيام قد يكون عاملًا مهمًّا جدًّا في تفعيل دور الصيام في حياتنا المعنويّة.

 

هذا الانصراف النفسي وهذا النور، النفسي يُعبّر عنه بالدرجة الإعدادية  او بالنهي الإعدادي.

هذا النهي الإعدادي قد يتحول إذا أصرّ الإنسان على التقوى وعلى الفضيلة وبإرادة حازمة  يتحول من نهي إعدادي إلى نهي فعلي.

 

كيف يكون الاستعداد؟

الإعداد يتمثّل في الليالي وفي الأيام الموجودة في هذا الشهر المبارك، صيامًا وقيامًا، ورعًا وتقىً. الإنسان الذي يحقّق في نفسه مثل هذا الاستعداد فإنّه إن شاء الله تعالى يبلغ هذا المقام أو يتّصل به عسى أن يبلغه يومًا ما. 

إنّ أهم ما في استعداد شهر رمضان هو أن يجعل الإنسان نفسه ثابتة في التوجه إلى الله وطلب ما عنده وهو المعبر عنه بالتقوى. وهو أمر ميسر في شهر رمضان من خلال العبادات الشريفة.

 

الصوم عملية تدريب روحي على الصبر، مقاومة الشهوة ومقاومة الغريزة ومقاومة النزعات، هذا التدريب الروحي الذي يمارسه الصائم في أيام شهر رمضان المبارك أو أي زمن آخر، هذه العملية يترتب عليها هدفان: هدف إعدادي وهو أن تسبغ على النفس نوراً تنصرف به النفس عن الشهوات والغرائز والنزعات، فهذه تقوىً إعدادية، فإذا اقترنت بالإرادة وصلابة الموقف   تتحول إلى عملية تقوى فعلية.

 

فإذن التعبير ب (لعل) في الآية الكريمة يراد منه أنه: هناك تقوىً إعدادية يراد منها أن تتحول إلى تقوى فعلية بإصرار الإنسان وصلابته وإرادته كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): وإنما هي نفسي أروّضها بالتقوى.

يتبع ..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد