شهر رمضان - فلسفة الصوم |4| الجزء الأول

ديننا

فلسفة الصوم

|4| الجزء الأول

الصوم مشروع تغيير روحي

شهر رمضان عملية تغيير روحية يراد من هذه العملية فيه أن تتحول إلى مبدأ التقوى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

هذه ميزة شهر رمضان على غيره من الشهور، لأن الفطرة الإنسانية تلحّ على التغيير، وتقود إلى التغيير، فما هي عملية التغيير التي يجب التركيز عليها من خلال شهر رمضان المبارك؟

نحن من أين نأخذ ثقافتنا في أيامنا هذه؟ نأخذها من القنوات، ومن النت، ومن وسائل الاتصال. هذه الروافد تتحدث لنا عن شهر رمضان لكن بشكل آخر، رمضان شهر المسلسلات والأفلام،  شهر السهر مع الأصدقاء في الأماكن العامة، في الأماكن الخاصة، شهر الرياضة ولعب الكرة، شهر الأسواق.

عملية التغيير التي نكتسبها من خلال وسائل الإعلام التي نسترفد منها ثقافتنا ومعلوماتنا تحدّث وتصوّر لنا عملية تغيير خاطئة، عملية التغيير يجب أن تكون عملية روحية عملية تقتلع براثن الفساد والانحراف من النفس، عملية تقتلع الأمراض الروحية من صميم القلب، لا بد أن ننظر إلى شهر رمضان على أنه عملية تغيير إيجابية.

 كيف؟

الإمام زين العابدين (ع) يقول :(وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، ووحدتي، ووحشتي).

لا بد أن نلفت أنفسنا، لا بد أن نلقن أرواحنا، لا بد أن نتحدث دائماً: هل تهيأنا للبيت الجديد؟

وهل أعددنا أنفسنا له أم لا؟

الإمام زين العابدين (ع)  يحمل الطعام على ظهره فيقول له أحد اصحابه ألا وهو ابن شهاب الزهري : إلى أين سيدي؟ حاملًا طعاماً على ظهرك، إلى أين؟ قال: إلى سفرٍ أعددت له زاداً، ثم رآه في اليوم الثاني في المسجد فقال: سيدي لم تسافر؟ قال: ليس السفر ما ظننت، إنه سفر الآخرة.

فعملية التغيير في شهر رمضان عملية روحية، فهنيئاً لمن صرف ساعتين كل يوم في الإعداد للبيت الجديد، (الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذو من ممركم لمقركم) كما ورد عن الإمام علي (ع).