ديننا
شهر الأخلاق
|3|
شرطان ينبغي تحقُّقهما لمن حسن خلقه في هذا الشهر ليجوز على الصراط:
الأول: الحسن الفعلي، أي أن يكون فعل الإنسان وسلوكه في هذا الشهر حسناً، وهذا شرط ضروري نستطيع تسميته بالشرط (المُلكي)، أي أن الفعل حسن في عالم الظاهر.
الثاني: الحسن الفاعلي، ونستطيع الاصطلاح عليه بالشرط (الملكوتي) ويتعلق بباطن الفاعل، وهو أن يعتقد الإنسان أنه في ضيافة الله.
وهذا يعطينا المائز الأساس بين العمل الأخلاقي الصادر من إنسان مؤمن معتقد بالله واليوم الآخر، وبين العمل الأخلاقي الصادر من إنسان لا يعتقد بذلك؛ لأنه ما لم تكن الرؤية الكونية عند الإنسان إلهية، فسوف لن يكون سلوكه الأخلاقي ضمن المعايير الصحيحة للعمل الأخلاقي في فلسفتنا الإسلامية.
وعلى ذلك فإننا نفهم قول النبي (ص) (من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه …) بأن الخلق الحسن يعد جوازًا على الصراط إذا كان الفاعل معتقدًا بهذا الشهر وبحرمة هذا المُضيف، لأنه حينئذ يعتقد بجانب ملكوتي لذلك يبقى عمله دائمًا وله أثر في اليوم الآخر.
نعم الذي يحسن التعامل مع الآخرين في سلوكياته وتعاطيه فسوف ينال جزاءه ولكن في هذه الحياة الدنيا، كمحبة الناس له فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: “جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها" ولكن لا يمتد أثر عمله إلى الآخرة.
..يتبع
الأستاذة أم عباس طاهر النمر