ديننا
شهر الأخلاق
|4|
نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي “وقد نزلت بك وحيدًا في حفرتي” ، فما مصدر تلك الوحشة والغربة؟
هو أن الإنسان قام بعمل صالح ولكن هذا العمل الصالح ليس له امتداد بذلك العالم.
يبقى وحيدا لأن هذا العمل لا يتبعه بعد موته ولا يلحقه إلى عالم الآخرة حين لا يكون معتقدا به.
بالنتيجة.. تحسين الخلق في شهر رمضان هو جواز على الصراط بشرط التفات الإنسان إلى ذلك وإيمانه به، إذ لا يمكن فصل أعمال الإنسان عن نواياه، لأنه موجود ذو بعدين ملكي وملكوتي.
وإذا صدر عنه عمل ما فكما ينبغي ملاحظته من حيث الظاهر، وينبغي أيضًا ملاحظته من حيث المقصد والغاية، فبهما يوزن العمل الأخلاقي.
يقول الشيخ جوادي الآملي حول الصراط، ما مضمونه – أن الصراط ليس جسرًا حديديًا أو خشبيًا يعبر عليه الإنسان، وإنما الصراط في حقيقته ليس إلا أخلاق وسلوكيات، ويمثّل للصراط بالطريق الذي تسلكه النبته في نموّها.
فهل أن الطريق الذي تقطعه النبتة لتنمو من الأرض هو شيء خارج عنها أو أنها واقعًا تصنع طريقها بحركتها؟
الإنسان كذلك فهو بنموه الأخلاقي يصنع صراطه، و ليس هناك اثنينيّة بين أخلاق وأعمال الإنسان وبين صراطه.
الأستاذة العالمة أم عباس طاهر النمر