www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

مناسبات - حقّك عليّ عظيم! |3|

حقّك عليّ عظيم!

|3|

 

كيف نوافيك بالحق الملائم وأنت الذي تدرّب نفوسنا على القوة والفضيلة والتعاون وانسجام الشعور وتجاوب القلوب.

نعم! إنه الصيام: الذي فيه تجريد النفس من الخبث والرذائل، إنه النهوض بالأخلاق والمقوّمات النبيلة.

هو مجال تقرير الإرادة الإنسانية، والشخصية الفريدة، بالاستعلاء على كل ضرورات الجسد، واحتمال ضغطها وثقلها بالمقاومة الإرادية الواعية، التي تستعلي على الضرورات جميعًا.

وفي قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

اختصاص للمؤمنين، خصهم الله تعالى بشرف هذا الخطاب الكريم - على حين أن الحكم عام - تكريمًا لهم واعتناءً بشأنهم، وإيماء إلى نفاسة هذه العبادة فلا يسعد بها إلا المؤمن المصدق.

ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: (لذة هذا النداء أزال تعب العبادة والعناء).

وإن في الغاية التي لوحت إليها الآية الشريفة ما تستريح إليه نفس العارف دلالة ويملؤها إيمانًا بأن الصيام من أشرف العبادات غاية، وأجلبها نفعًا، وشرف العمل بشرف غايته.

وذكر الإمام زين العابدين في حق الصوم [وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك..].

فيا له من إله رؤوف عطوف لا يحب لعباده الا الستر والوقاية في الدنيا والآخرة.

فمن حقك علينا يا إلهنا وسيدنا أن تكون جميع جوارحنا وجوانحنا لاهجة دائما أبدًا بالتحميد والتمجيد لك والذكر العلني والخفي في غاية الخضوع والخنوع بالعبودية معلنة لكل العالم بأن لنا إله عظيم وربٌ كريم (عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهَامُ الْوَاصِفِينَ).

فما لنا الا أن نبتهل ونقول (اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِهِ حَظًّا مِنْ عِبَادِكَ، وَنَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ وَشَاهِدَ صِدْقٍ مِنْ مَلَائِكَتِكَ).

ولكن مهما قلنا وعملنا لن نستطيع أداء حقّك!

يتبع..

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد