شعائرنا
الاهتمام بليالي القدر
|2|
روحية العبادة في ليالي القدر
الغرض من خلق الإنسان هو الوصول إلى مقام العبودية، قال تعالى:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(الذاريات: 56).
إن الله سبحانه امتدح نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعبودية قبل أن يمتدحه بالرسالة: "أشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وبهذا ينكشف أن الهدف الأسمى من خلق الإنسان هو تحقيق معنى العبودية في نفسه.
ليلة القدر هي الليلة التي اختارها الله سبحانه لإظهار الربوبية الشاملة من حيث التقدير والتدبير، لذلك فهي الظرف الزماني الأنسب لإظهار العبودية الكاملة لله تعالى، ومن هنا فالعبادة في هذه الليلة لها أثر خاص متميز على ما ورد في الروايات الكثيرة عنهم (عليهم السلام).
ومن الواضح أن الإيمان التام بالتقدير الإلهي يستدعي العمل وبذل الطاعة في هذه الليلة.
كما أن الإحياء ثمرة الإيمان ومتفرع منه، وبالعمل فيها يرجى الخير للعبد في التقدير بحسب درجة إيمانه.
وعليه فالعبادة في خصوص هذه الليلة تتجلى بأمرين:
1- الإعتقاد اليقيني بمضامين هذه الليلة المباركة.
2- إحياؤها بالعمل.
الجانب الإعتقادي في ليلة القدر (التقدير الالهي):
- ﴿يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ﴾، (النحل: 2).
- ﴿حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾، (الدخان: 5-1).
- عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله:﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ قال: "تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في السنة من أمره، وما يصيب العباد، والأمر عنده موقوف له، فيه المشيئة فيقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، (ويمحو ما يشاء) ويثبت وعنده أم الكتاب".
الجانب العملي في ليلة القدر (إحياؤها):
- عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سئل عن ليلة القدر: كيف هي خير من ألف شهر؟ قال (عليه السلام): "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر..".
- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "قال موسى: إلهي أريد قربك، قال: قربي لمن يستيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز على الصراط، قال: ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر. قال: إلهي أريد أشجار الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال: رضاي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر".
المصدر: شبكة المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف).