كيف تتحقق علة الصوم
الجزء الثاني
إنطلاقًا من قاعدة الإمام علي عليه السلام "من تساوى يوماه فهو مغبون"، يفترض أن يكون كل شهر رمضان مختلف عن الذي سبقه لجهة الارتقاء في سلّم التقوى وتصاعدًا في درجاتها.
إلا أنّ العادات اليومية التي حكَمت على كثير من سلوكياتنا تطرح أمامنا تساؤلات فعلية:
هل يمكن للإسراف الكبير في موائد الإفطار والسحور أن يخدم غاية الصوم الحقيقية؟
هل يمكن لكل هذا الغضب المسيطر على نفس الصائم أن يكون عونًا وموجّهًا في تثبيت التقوى؟
وكيف للبرامج التلفزيونية والمحتوى الالكتروني المنتشر والمنافي في أغلبيّته للأخلاقيات الإسلاميّة أن ينتهي بالعبد إلى التحلّي بالتقوى والإخلاص حتى أكمل مراتبها؟؟
فطالما أننا في فهمنا الشائع لفكرة الصوم ننقلب تمامًا على المراد القرآني من شهر رمضان وغايته الأساسيّة، وطالما أننا ننظر إلى هذه الفرصة الإلهية الثمينة والاستثنائية بعقلية تضييع الوقت وتقطيعه كيفما كان انتظارًا لحلول موعد الإفطار، بدل أن نندفع لاستثمار كل اللحظات المهمة فيه، فإننا سنبقى عالقين في نفس الدوامة الفارغة، ولن يكون نصيبنا من الصيام سوى الجوع والعطش.
يتبع..