في رحاب الأدعية الرمضانية
دعاء الافتتاح
|1|
في قول الداعي: (اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ)
القول بكلمة (اَللّـهُمَّ)️ في مستهل الدعاء، تعني الكثير من الثناء والذكر لله تعالى فمنها: يا الله أنا أثني عليك وأذكرك ذكراً حسناً من خلال حمدك لأنك تُحمد على كل حال.
إن أجود أنواع الثناء على الله تعالى هو أن نحمد ربنا على النعم والنقم، وهناك فرق كبير في التعاطي مع النعمة والنقمة، فإن النعمة تقابَل بالشكر والحمد معاً أما النقمة فينبغي أن تقابل بالحمد وليس بالشكر.
وعندما ندعو إلى حمد الله أو شكره فلا نقصد به مجرد القول حيث قد يكون القول مجرداً عن العمل والتطبيق، ولكي يكون الشكر أو الحمد نافعاً ومثمراً يجب أن نخرجه إلى مرحلة العمل ودائرة التطبيق فلا تكفي فيه لقلقة اللسان.
فنحمدك يا رب على أنك أطلت بأعمارنا وبلغتنا شهر الصيام بكامل عافيتنا حتى نقوم بتكاليفنا من صيام وقيام ومقرونة بالشكر والحمد والثناء لك لبلوغ الدرجات لأنها إذا تجرّدت عن العمل فلن تجدي نفعاً للعبد في يوم الحساب.
(وَاَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَّنِكَ)
وهذا إقرار من العبد بأن معرفة الصواب والاستدلال على طرق الخير لا تحصل إلا بتوفيق وتسديد من الله تبارك وتعالى، فبعد اعتراف الداعي بأنه يفتتح الثناء بحمد الله حقاً وصدقاً سوف يتوج هذا الإعتراف بإقرار آخر وهو أن التعرف على الحق لا يتم إلا بالرجوع إلى الخالق القدير، ونفس هذا الإقرار الصادق يحمل معه من الأجر والثواب ما لا يُعد ولا يُحصى، وفي هذا الشهر المبارك يجب أن نعيش مع الله عز وجل بقلوبنا وعقولنا ونتفكر في عظمته وأسمائه وصفاته لأن التفكر في مثل هذه الأمور عبادة يتقرب بها العباد إلى خالقهم سبحانه وتعالى، وشهر رمضان هو شهر التفكر والتأمل في الرحمة الإلهية حتى نربح به الدنيا والآخرة في وقت واحد.