مكتبة أشهر النور - فيض رحمة |1|
ديننا
فيض رحمة
|1|
(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً)
إلهي.. كم غمرتنا ألطاف رحمتك في كل صغيرة وكبيرة، وأحاطت بنا فيما نعلم وفيما لا نعلم، ولا زلت تتحبب إلينا بالنعم والعطايا والرحمات، كيف لا وأنت رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما.
إلهي.. فأي رحماتك نحصي؟ وهل ندرك مداها؟ أرحمتك في هدايتنا؟ أم في أنبيائك ورسلك؟ أم في قرآنك ورزقك ولطفك وحراستك؟
أم في مدائن رحمتك التي خصصتنا بها عاما بعد عام.
إلهي.. وقد أفضت علينا رحمة أن رزقتنا مزيدًا من الفرص الرجبية، فهل نزداد ثقة برحمتك؟ أم نزداد خجلًا من غفلتنا وخسراننا؟
نقل: "أن ضيفاً جاء إلى إبراهيم (عليه السلام) فلما مُدّت المائدة لم يقل الرجل "بسم الله"، فسأله إبراهيم (عليه السلام) عن ذلك. فقال: "إنني لا أؤمن أصلاً بوجود الله." فلم يرض إبراهيم (عليه السلام) أن يواكل الرجل، فقام الرجل وخرج، فأوحى الله إليه: "يا إبراهيم، إنني لم أقطع رزقي ورحمتي عن هذا الرجل منذ أن خلقته، ولم يمنعني كفره عن ذلك، أفلم تستطع أن تضيفه يوماً واحداً؟"
فقام إبراهيم (عليه السلام)، وذهب خلف الرجل ليرجعه، فسأله الرجل عن السبب، فذكر له إبراهيم (عليه السلام) ما أوحى الله سبحانه إليه، وكانت لحظات عاد فيها الرجل إلى وجدانه وقال ما أجهلني (إذ غفلت عن ربي الرحيم) ، ليسلم على يدي إبراهيم (عليه السلام) لله رب العالمين. ومن هنا نقرأ في الدعاء: "يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة."
إلهي.. ولا زالت أبوابك مشرعة لتقول عبادي هلموا إلي..
" إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلة منه إلى الصباح: " طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين" يقول الله تعالى: " أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشهر شهري، والعبد عبدي، و#الرحمة_رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ ".