مكتبة أشهر النور - فيض رحمة |3|
ديننا
فيض رحمة
|3|
(الدعاء)
إلهي..
إنه مظهر رحمتك الواسعة وبابك للسائلين وسبيلك للطالبين، وبه يأنس القلب وتسمو الروح، معانيه طريق معرفتك وعشقك، إنه الدعاء، القرآن الصاعد، فخر المحبين ولسان العاشقين.
"نحن فخورون بأن الأدعية التي تهب الحياة والتي تسمى بالقرآن الصاعد، هي من أئمتنا المعصومين عليهم السلام" الإمام الخميني (قدس سره).
فلكم أنس أهل القرب بالدعاء والمناجاة، وكم استلهموا منها الدروس، وحيثما كانوا فإنهم لا يكفون عن مد يد الفقر إلى محضر الرحمن ولكم استنزلوا بدعائهم الألطاف الإلهية على أنفسهم وعلى الأمة.
وقد روى حجة الإسلام أنصاري في معرض وصف حالة الإمام الخميني رضوان الله عليه حال الدعاء : "كان الإمام يقرأ دعاء كميل في بعض أوقات الليالي. ولمرات عديدة، في المنزل الواقع في شارع الأسير شميران، وجدنا الإمام مشغولا بالدعاء بصوت ملكوتي يذكّر بلحن تسبيح الملائكة".
وهناك حيث تحلّق روح العارفين ويخلو العاشق بربه، حين تغفو العيون ويبقى الواحد الذي لا ينام يأنس بمناجاة أوليائه، يبقى أولياء الله يتذوقون حلاوة التهجد لله ومناجاته وتجذّبهم جاذبية خاصة لتلك العبادة. ففي الوقت الذي تغفو كل العيون، تبقى عيون الأولياء وقلوبهم يقظة ومشغولة بذكر الحبيب فكانوا ممن وصفهم الله في كتابه "كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون" سورة الذاريات (17،18)، وفي تلك الساعات وعند تلك العبادات قد يأسر أنينهم وبكاؤهم كل أذن متوجهة لهم، وكل قلب يسمع نداء قلبهم.