مكتبة أشهر النور - روح العبادة |4|
روح العبادة
|4|
خطاب أمير المؤمنين لأبي ذر:
يا أبا ذر : "ركعتان مقتصدتان بتفكر خيرٌ من قيام ليلة والقلب ساهٍ".
تمرّ علينا مواسم الخير.. حتى نراجع وننظّم وظائف عقولنا وأجسامنا وأعمالنا وعباداتنا.
حتى نصحح مسار حياتنا، فلو وضع كلٌ منا خطة صغيرة ونفذها يكون قد سجل نوع من الانتصار على أهواء النفس وغفلاتها، وذلك أفضل من وضع خطة كبيرة غير قابلة للتنفيذ.
ومن أسرار هذه الطريقة أنها تحقق قوة في إرادة النفس (تقوية الإرادة).
إذا وضعت خطة بأن أقوم لصلاة الفجر (ولم أكن أفعل) فالفجر يعطي إرادة، فأقول لولا فضل الله لا أستطيع أن أستيقظ مما يخلق لدي العزم، وفي كل يوم أقوم فيه لصلاة الفجر يتحقق عندي عزم أكبر ومع مرور الوقت أستطيع أن أسيطر على نفسي وأتلمس البهجة في العبادة وأصعد درجة درجة وأصبح من المصلين المحافظين على صلاة الفجر وأبدأ أشم رائحةً معنوية من أسرار العبادات .
" قليل تدوم عليه خير من كثير مملول".
ميزان الحكمة
لا تكثر من العبادات حتى تملل نفسك بل اعمل شيء وواظب عليه وكن صبورًا بعدها تصبح شخصيتك صبورة وعندها تصبح صابرًا لا تتعب .
اليد إذا اعتادت على العمل تتصلٍب عضلاتها ونحن في هذه الأيام نرى أيادي ملساء إلى درجة الحرير وينبغي أن نتساءل: كيف يعيش هؤلاء ؟ لا عمل نافع ولا شغل مفيد.
الدنيا دار صراع ومواجهة، تصنع فيها الناس الثابتين على مواقفهم، أصحاب الإرادات القوية، الذين يشعرون بالأنس في العبادة ويتأسفون على شهواتهم، ولا يقبلون الغفلة، ويتألمون إذا تدنّت درجة الحضور والشوق بالعبادة .
الإنسان المتديّن الذي يصنع لنفسه روحانية وعبادة فيها بهجة وإقبال وشوق وخشوع، يتألم جداً إذا حصل معه شيء من الغفلة فيجهد لعمل أي شيء يصلح نفسه فيراجع ويراقب ويحاسب نفسه إذا كان قد أذى أحدًا أو أهان أحداً أو إذا كان متهاونًا بالوقت.
" من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ".
"ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه".
بحار الأنوار - مقتطفات من دروس سماحة الشيخ محمد قبيسي.
يتبع..