مكتبة أشهر النور - شمس وإن ظلّلها الغمام |6|
ديننا
شمس وإن ظلّلها الغمام
|6|
أسباب غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه
ثانياً : التمحيص
مشروع الإمام الحجة هو إظهار الدين الأكمل الذي سيهيمن على الأديان والشرائع كلها. وهذا الظهور لا يكون بالقهر والغلبة، بل بالحجة والبرهان، بالعلم والعمل، بالقدرة على بسط العدل في مختلف أبعاد وشؤون الدنيا، فضلاً عن فتح السبل التي توصل الدنيا بالآخرة. إن هكذا مشروع لا بد له من أنصار وحملة يليقون بأهدافه السامية ويتمتعون بالمعايير والشروط اللائقة لنصرة الإمام والعمل بين يديه.
فكان لا بد من أن يمحّص الناس ويغربلوا ليظهر منهم الأخيار من الأتباع والأنصار.
وقد أشار الإمام الرضا عليه السلام بقوله: " أما والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا وتمحصوا. وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر"، ثم تلا قوله تعالى: "أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" - بحار الأنوار/ج52.
الآية الكريمة تشير إلى الجهاد والصبر كميزان للتمحيص،
فمن هم أهل الجهاد؟
ومن هم أهل الصبر؟
نحن لا نتكلم عن مهمة عادية، ولا عن أي تمحيص بحيث نبحث عن أصحاب المعارف والعلوم أو عن العبّاد والملتزمين بالتكاليف العبادية فقط، وإن كانت هذه العلامات من الصفات المطلوبة.
إن معيار التمحيص أشد، إن الإمام يبحث عن أنصاره من بين الحاضرين في ساحات الجهاد، الصابرين على مكاره الحياة، الثابتين على دين الله، الباذلين النفس في سبيل الله تعالى.
يقول الإمام الرضا: " وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر".
... ويبدو أن نتيجة التمحيص لا زالت تسفر عن أقلية نادرة لا تكفي لخروج الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
يتبع..