مكتبة أشهر النور - شمس وإن ظلّلها الغمام |7|
ديننا
شمس وإن ظلّلها الغمام
|7|
أسباب غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
ثالثاً : توفّر الأنصار
إن مهمة الإصلاح تحتاج إلى عدد لازم من الأنصار حتى يتسنّى للإمام الحجة أن يُظهر هذا الدين على الدين كله.
تتحدث الروايات عن 313 من القادة، فعن أي أنصار نتحدث؟
يفترض بالأنصار الذين يليقون بالخروج مع الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) أن يكونوا على مستوى عالٍ من المعرفة بالدين، معرفة أصوله ومبانيه وسبله وأهدافه، وعلى مستوى عال من التحلي بالقيم والأخلاق الفاضلة، تامّين في المعرفة و تامّين في الأخلاق.
ويفترض بالأنصار أن يكونوا:
1-حاضرين في مختلف ميادين الجهاد في الأرض.
2- يعرفون طرق إصلاح الناس وعمارة الأرض.
3- مستعدّين لمواجهة الأعداء المتربّصين بهذا الدين مهما تنوّعت قدراتهم وأساليب غزوهم.
إن دورة إعداد هؤلاء الأنصار لا تتوفر إلا إذا كان لهم دولة ينهضوا فيها بالعلم ويكتسبوا فيها التجربة الغنية في مختلف الميادين الجهادية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
مصنع الأنصار دولة يخوضون من خلالها بحق حرب مواجهة الفاسدين والظالمين.
مختبر الأنصار دولة يظهرون فيها مدى ولائهم وطاعتهم وفدائهم للولي الحاكم.
من المفيد في هذا المورد أن نتحدث عن قصة الإمام الصادق (عليه السلام) مع الخراساني الذي عاتب الإمام واستعجله القيام لتوفر الأنصار بين يديه، فكيف كان رد الإمام:
"عن مأمون الرقي قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف!
فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال: يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيضّ علوه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور،
فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله
قال: قد أقلتك،
فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله
فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور،
قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور.
قال: فقمت إليه فرأيته متربعًا، فخرج إلينا وسلم علينا فقال له الإمام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟
فقال: والله ولا واحدا
فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا..أما إنا في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت" - المناقب : ج3 ص 362.
يتبع..