مكتبة أشهر النور - نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية |3|

ديننا
نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية
|3|

« فشكرتك بإدخالي في كرمك، ولتطهیر قلبي من أوساخ الغفلة عنك».
نتعلم في هذه الفقرة من المناجاة أن نتوجه إلى الله تعالى لندعوه بأن يطهر قلوبنا من أوساخ الغفلة عنه، فالغفلة عن الله تعالى هي أوساخ في القلب والروح.
إنّ أوساخ الغفلة عن الله تعالى لهي أشدُّ ضررًا على الإنسان من الأوساخ المادية. فالأوساخ المادية لها أثر محدود زمانًا ومكانًا، أما الغفلة فهي أوساخ روحية تذهب مع الإنسان إلى الآخرة، وتؤثّر بشكل فعّال في درجة شقاوته.
وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «الْغَفْلَةُ أَضَرُّ الْأَعْدَاء» [ميزان الحكمة/ج٣]
ولعل السبب في ذلك أنّها عدو غير محسوس ولا ننتبه إليه، وهي أساس للكثير من المضار والأمراض والمصائب. 
لذا يذكر العلماء أنّ أول منازل السير إلى الله تعالى هو أن يستيقظ الإنسان من الغفلة. لأنّ خطورة أن يغفل الإنسان عن الله تعالى تكمن في إيجاد الحواجز والموانع التي تجعل الإنسان محروماً من روح العبادة والمناجاة، وإن المنشأ الرئيسي للحرمان هو الغرق في المعاصي والرذائل التي تفسد السريرة، وتجعل الفرد مصراً على هذه الأفعال المخالفة لطهارة الفطرة والوجدان.
  [1] ميزان الحكمة ج3 / ص2282 
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد.