أشهر النور - نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية |4|
ديننا
نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية
|4|
(إلهي هب لي قلبًا يدنيه منك شوقه، ولسانا يرفع إليك صدقه، ونظراً يقرّبه منك حقه..)
في هذا المقطع من المناجاة الشعبانية، يعلّمنا أمير المؤمنين (عليه السلام) أن نطلب من الله تعالى ثلاث طلبات:
▫️الأول: (إلَهِي هَب لِي قَلباً يُدنيهِ منكَ شوقُهُ)
أعطني يا رب قلبًا يقربه الشوق منك، هب لي ذلك القلب المرهف الرقيق الصافي النقي، المضيء بالقرآن والدعاء والمناجاة وإقامة الصلاة والفرائض، غير الملوث بالذنوب والآثام والحرص وحب الدنيا، هب لي ذلك القلب يا رب الذي تشتعل فيه نيران الشوق للقرب منك ومن لقائك، فلا يكون في قلبي إلّاك، فبك يحيا قلبي وتسكن روعتي وتزهر روحي وتطمئنّ نفسي.
▫️الثاني: (وَلِسانًا يرفَعُ إِلَيك صِدقُهُ)
هَب لي يا رب لساناً صادقاً يقول القول الحق والكلام الحسن المهذّب المطابق للواقع، البعيد عن الكذب واللغو ليرتفع إليك، فـ﴿إِلَيهِ يصعَدُ الکلِمُ الطَّيبُ﴾(1).
وهَب لي يا رب لساناً يتمسّك بأدب الحديث وطيب الكلام، مصوناً عن الفحش والبذاءة، فإن للكلام العفيف النبيل حلاوته ووقعه في النفوس، فإنّه ينمِّي الحبّ، ويستديم الودّ، ويمنع نزغ الشيطان في إفساد علائق الصداقة والمودة.
▫️الثالث: (وَنَظَرًا يقَرِّبُهُ مِنك حَقُّه)
هَب لي يا رب نظرة الحق والحقيقة والبصيرة التي توصلني إليك وتقرّبني منك، لا النظرة الانحيازية والشهوانية والنفعية، ووفقني يا رب أن أنظر دائماً من منظار الحق لأنصره وأتبعه فيقربني منك سبحانك.
هكذا ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن ذا نظرة ثاقبة وواعية لأنه ينظر إلى الأمور بمنظار دقيق وبمعايير نورانية، فقد جاء عن الإمام عليّ (عليه السلام): " ..إنّما البصير من سمعَ فتفكّرَ، ونظرَ فأبصرَ، وانتفعَ بالعِبَر، ثمّ سلكَ جَددَاً واضحاً يتجنّب فيه الصرعةَ في المَهَاوي والضّلال"(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة فاطر، الآية 10
(2) نهج البلاغة، ج2، ص 41.
بقلم الشيخ محمد سعد.