إضاءات على المناجاة الشعبانية
|2|
بعد ذكر الصلاة المحبّبة على الباري تعالى (الصلاة على محمد وآل محمد)، يدخل العبد إلى ساحة لطفه وكرمه، ويطلب من الله أن يسمع دعاء عبده الضعيف المذنب العاصي ونداءه.
والسماع ليس من قبيل سماع شخص لشخص آخر، أو ذبذبات صوتيّة تصل إلى الأذن بشكل ماديّ جراء اصطدام الصوت بالأذن.
هو تلك العناية الخاصّة التي يوليها الخالق الجبّار لعبد لا يملك لنفسه دونه ضرًّا ولا نفعًا. هو مناغاة الحبيب لحبيبه.
فيتدرّج الإمام في مناجاته من الدعاء بمعناه العام الذي يتحقّق في أي مكان وزمان ولغة، إلى النداء الذي يتحقّق بسماع الآخر صوت المنادي، إلى مرتبة أعلى وهي مرتبة النجوى، وهي كلام خاصّ سرّي مع قريب وأنيس، وهو الغرض من المناجاة الشعبانيّة.
المصدر: كتاب روائع المناجاة/ الشيخ مصباح اليزدي.