www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مناسبات - إضاءات على المناجاة الشعبانية |4|

إضاءات على المناجاة الشعبانية

|4|


ثمّ يقف الإنسان مستكينًا متضرّعًا بين يدي الله سبحانه وتعالى ، كذلك المريض الذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، في حالة انكسار وتضرّع يرجو ما عند الله من خلاص.

فيرى نفسه على حقيقتها من نقص وضعف وحاجة ، ويعرف أنّ الله يعلم ذلك الضعف، ويخبر حاجته، ولا يخفى عليه أمره، وما يريد أن يتلفّظ به من منطق.

إنّك يا الله تعرف ضميري وباطني، ورغبات قلبي أكثر منّي لأنّك خالقي، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي. وفي ذلك مزيد من الاعتراف بمن نقف بين يديه، من يعلم مستقبلنا، وما سيكون عليه مصيرنا النهائي.

وهذا إقرار فصيح بالربوبيّة الإلهيّة والتدبير في مقام الإجراء والتنفيذ والعمل، وأنّ الله سبحانه لديه القدرة على تغيير الإنسان وانقلابه من حال إلى حال ، فيطلب العبد منه تعالى أن يصلح حاله إلى أحسن حال.

هذا الخطاب الذي يجري على لسان العبد هو لسان الحبّ والمحبّة، وليس لسان البرهان والاستدلال والجدال، بل هو لسان العشق لمعشوقه.

المصدر: كتاب روائع المناجاة/ الشيخ مصباح اليزدي.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد