www.tasneem-lb.net

تاريخي

السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره (6)

آية الله العظمى السيد عبد الحسين شرف الدين قدسسره أحد أكبر علماء المسلمين الشيعة في أوائل القرن العشرين الجزء السادس

 

بعدما حكم الفرنسيون على السيد عبد الحسين شرفالدين بالإعدام غيابيًا وأحرقوا داره ومكتبته النفيسة، غادر لبنان باتجاه سوريا،فسكن دمشق فترة من الزمن، ومن ثم غادر دمشق إلى فلسطين ومنها إلى مصر، بعد أن وزعأسرته في فلسطين بين الشام  وبين أنحاء منجبل عامل.

حين وصل مصر احتفلت به ؛ وكانت له مواقف في مصروجهت إليه نظر الخاصة من شيوخ العلم ، وأقطاب الأدب ، ورجال السياسة ، على نحو ماتقتضيه شخصيته الكريمة.

ولم يكن هذا أول عهده بمصر فقد عرفته مصر قبل ذلكبثمان سنوات،  حين زارها في أواخر سنة١٣٢٩هجرية في رحلة علمية جمعته بأهل البحث ، وجمعت به قادة الرأي من علماء مصر،وعقدت فيما بينه وبين شيخ الأزهر يومئذ ـ الشيخ سليم البشري ـ اجتماعات متواليةتجاذبا فيها أطراف الحديث وتداولا جوانب النظر في أمهات المسائل الكلاميةوالأصولية ، ثم كان من نتاج تلك الاجتماعات الكريمة كتاب "المراجعات".

 

غادر السيد شرف الدين  مصر في أواخر سنة ١٣٣٨ هجرية إلى قرية فلسطينيةتسمى"علما" تقع على حدود جبل عامل ، وفي هذه القرية هوى إليه أهلهوعشيرته، فكانوا حوله في القرى المجاورة. وكان في "علما" كما يكون فيجبل عامل من غير فرق كأنه غير مبعد عن داره وبلده ، يتوافد إليه الناس من قريب ومنبعيد ، ولا يكاد يخلو منزله من أفواج الناس ، فيهم الضيوف ، وفيهم طلاب الحاجات ،وفيهم رواد القضاء ، والفقه ، وفيهم من تستدعه الحياة السياسية أن يعرف ما عندالسيد من وجه الرأي .

 

بعد أشهر قضاها في "علما"، عاد السيدعبد الحسين شرف الدين إلى عاملة ذلك  بعداستقرار الحكم  وإجراء مفاوضات أدت إلىالعفو عن المجاهدين عفواً عاماً ، وإلى وعد من السلطة بإنصاف جبل عامل ، وإنهاضه ،وإعطائه حقوقه كاملة . وبعد استقرار الأوضاع أُسقط الحكم عنه فعاد إلى أسرته فيمدينة صور .

ولعل جبل عامل لم يشهد يوماً أبهج ولا أحشد منيوم عودته ، ولعله لن يشهد يوماً كهذا اليوم .


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد