www.tasneem-lb.net

قرآن

تفصيل لكل شيء (2)

تفصيل لكل شيء (2)

إن في القرآن الكريم تفصيل كل شيء، لأنه يحوي القواعد العامة للعقل والفهم وبصائر التفكير الأساسية.

وهذا لا يعني أن فيه كل القضايا؛ ففي الآيات الكريمة ليس ثَمَّ قول يبين عدد ركعات الصلاة وأحكام شكوكها، أو غير ذلك من التفصيلات..

ولنضرب مثلاً قرآنياً على ما نذهب إليه من وجود الأصول العامة للحياة في كتاب الله.  فقد جاء في قوله تعالى: (...وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ...) حيث توضح الآية ضرورة أن تتسم هذه العلاقة بالتوازن والعدالة، وعليه ينبغي للزوج أن يعرف بأنه كلما يطالب زوجته بشيء، فإن للزوجة حق مقابل في مطالبته أيضاً.

ثم يقول تعالى: (...وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِ نَّدَرَجَة...ٌ) وهذا نصُّ واضح يعكس أصلاً عاماً يدعى بقيمومة الرجل في المحيط العائلي.

ومن هذه العبارة يفهم الفقيه المتمرس جملة من الأحكام قد يتجاوز عددها العشرات بل المئات، وكلها تصب في إطار أن يفهم كلٌّ من الزوجين دوره في الأسرة، حيث لا يظلم الرجل المرأة، ولا تتهرب المرأة من طاعة الرجل، بل ثم تكافل وتضامن أُسري.

إن كلمات القرآن كلها قواعد وخطوط عامة، وبيان للسنن الحاكمة في الحياة. ولا يمكن معرفة الحياة دون معرفة السنن. ومعرفة السنن أمر متوقف على معرفة القرآن والتأمل بعقل ناضج في آياته الكريمة.

المصدر:في رحاب القرآن،للمدرسي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد