www.tasneem-lb.net

الإمام المهدي(عج)

الإمام المهدي عج - الأمل الموعود

الأمل الموعود

لطالما قرأت في دعاء العهد ورددت
 (اَللّـهُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي إليه..)
- ولكن هل سألت نفسك هل أنت جدير بهذه الطلعة وبهذه النظرة؟؟
- هل أنت موالٍ حقاً لإمامك؟
- هل سلوكك ممكن أن يقربك منه فيرمقك إمامك ولو برمقة صغيرة من نظره؟
- هل أنت عاشق حقاً لإمامك وتطلب الوصال دائماً وتشعر بالفقد الحقيقي له؟
نعم! العاشق الطالب يجب أن يذكر معشوقه ويهيم في ذكره بقدر المستطاع..
وهذا لا يحصل عادة إلا بمصاحبة التوفيق الإلهي..
إذ الغفلة أحياناً تسري فتضعف الطالب على الطلب..
ثم إن هذا الذكر عادةً ينشأ تلقائياً من الله سبحانه إلى أن يصبح حقيقي وواقعي متجذر في أعماق النفس والروح..
وهذا الذكر كذلك وحده لا يكفي! إلا إذا كان مصاحب له حرقة من القلب أو الشعور بالتحسر والندم على فقدان المعشوق وبالتالي يكون مصاحب للدمعة الغزيرة أحياناً كما كان يتلوع النبيّ يعقوب عليه السلام على فراق يوسف عليه السلام من هذا القبيل.. وقد ورد في قوله تعالى: 
قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ يوسف /85 .
ولكن! متى يحصل التوفيق الإلهي المطلوب؟ 
الإنسان المؤمن المراقب لنفسه، والولي الصالح عليه أن يتأمل، ويحاول أن يكتشف.. فالمؤمن لا يعتاد شيئا.. "فلكل ظرفٍ تكليف، ولكل يومٍ تكليف".. فهنيئا لمن استيقظ صباحًا، ورتّب برنامجه من الصباح إلى المساء! فبعد ساعات العمل ما هي التكاليف اللازمة؟ 

أين يذهب؟ وإلى أي مجلس؟ ومن يصادق؟ ومن يزور؟ وماذا يقرأ؟ وماذا يدعو؟ فيجعل لنفسه ساعة للمناجاة، وساعة للتعلم، وساعة للتفكر؛ فيحاول فيها أن يفكر فيما يرضي الله تعالى.
فإنْ فكّر وعمل بما وصل إليه، أحبّه الله.. وقرّبه من اللطف والتوفيق الإلهي المطلوب!
بقي عليك أن تسعى للإحساس الصادق والواقعي بقرب إمامك والشعور الصادق بتقدمه نحوك حاول رؤية محبوبك في عين قلبك بحيث تجده عندك دائماً حاضراً .
اقض حاجات معشوقك بسرعة وتدخل في القضايا التي تهمه من رفع الظلم عن المنكوبين والمستضعفين وأكثر من خدمة الناس تجده قد ساعدك في رفع الحجب التي كانت تفصل بينكما..
أكثر التودد للمحبوب والتفكر المستمر في الوصول إلى خدمته بعد معرفته لتجد معشوقك (صاحب الزمان عليه السلام) دائماً معك وحينها لربما حصلت على أكثر ما تمنيت!
فيأتي الأمل الموعود لتجد أياديه (عليه السلام) عليك واضحة ونعمه باهرة قد احاطت بك من كل جانب ومكان.. وأراك ربك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكتحلت عيناك برؤيته وعندها يكون استجاب دعائك حين قلت "..اَللّـهُمَّ وَاَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ،  وَاجْعَلْنا مِنْ اَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ،وَاكْتُبْنا في اَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَاَحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ وَبِحَقِّهِ قائِمينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ..
وكل عام وأنتم على خطه وولايته.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد