www.tasneem-lb.net

عاشوراء

أدب الموالين في عاشوراء - أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة |5|

أسرارٌ خفية في زيارة الناحية المقدسة
|5|

وقد أشار بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى حال سبي العلويّات مخاطباً جدّه قائلاً: «وسُبـي أهلُك كالعبيد وصُفِّدوا في الحديد».
 الصفد فهو أن تُغلّ يدا الإنسان إلى عنقه أو إلى الخلف بالأغلال وتُجعل القيود حول جسده ثمّ تقفل.
نعم! بمثل تلك الحال ساقوا أهل بيت النبي من كربلاء إلى الكوفة في ليلة واحدة، فقد قيّد أتباع يزيد جميع العلويّات بالأغلال بما فيهم العلويّات الصغار والأطفال، وكان من ضمنهم الإمام الباقر عليه السلام وطفلان للإمام المجتبى، فضلاً عن الإمام السجّاد سلام الله عليهم أجمعين.
فقد قادهنّ القوم كما كان المشركون يقودون عبيدهم!
فتنكّروا لما كان من رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما في معاملة أسراهم المشركين بإنسانية ورفق.
نعم! لقد خرج المشركون في بدر وغيرها لمقاتلة النبي صلّى الله عليه وآله وقصدوا بذلك قتله، وعندما اُسر بعضهم في إحدى المعارك لم يستطع النبي صلّى الله عليه وآله أن ينام طيلة تلك الليلة بسبب أنين واحد منهم. أمّا بنو أمية فقد أسروا ذريّة النبيّ صلى الله عليه وآله ولم يرقّوا لحالهم أبداً.
أمّا الحالة التي سيقت بها قافلة الأسارى فقد أشار إليها الإمام الحجّة بقوله: «فوق أقتاب المطيات».
إنّ الذي يركب الفرس أو الحمار أو غيرهما من الدوابّ عادةً لا يحتاج إلى محمل أو غيره لأنّ ظهور هذه الحيوانات مستوية، وإن كان يفضّل أن يوضع على أظهرها قماش وما أشبه، أما بالنسبة للجمال فالأمر يختلف تماماً؛ لأنّ أظهرها غير مستوية، ولذلك يضعون عليها القتب المعمول من الخشب ويربطونها جيّداً لئلاّ يقع الراكب، ثمّ يضعون على الأقتاب فراشاً ليجلس الراكب عليه بلا ألم.
يُنقل أنّ ابن سعد اتّخذ لنفسه وأصحابه هوادج أعدّوها لنوقهم.
أمّا الجمال التي أُركب عليها أهل البيت فكانت أقتابها مجرّدة حتى من أبسط شيء يمكن أن يحمي راكبها إذا اعتلاها.
ويعبّر العلامة المجلسي في (البحار) عن حال أهل البيت بما فيهم النساء والأطفال قائلاً: (وأفخاذهم تشخب دماً)
فمن الطبيعي أنّ الجمال حينما تجدّ في السير، وراكبوها على هذه الحالة تشخب أفخاذهم دماً؛ فقد عزم الظالم على إيصالهم إلى الكوفة على أشدّ ما يكون الإيلام.
ثمّ يمعن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في وصفه، قائلاً: «وأيديهم مغلولة إلى الأعناق».
يا لهول المصائب التي مرت على أهل بيتك يا رسول الله!
مصائب عظيمة ومفجع تشيب لها الرؤوس!
وينقل أنّ ابن زياد أمر أحد الشرطة أن يذهب ويرى الإمام السجّاد سلام الله عليه فإن وجده شابّاً قطع رأسه ولكنّه عندما رآه لم يفعل!
 ممّا يدلّ على أنّ الإمام سلام الله عليه قد نحل بدنه وذاب جسمه إلى درجة، بحيث تصوّر الظالم أنّه دون سنّ الشباب، نتيجة لما مرّ عليه (عليه السلام) من الأهوال وعظم المصائب التي رآها في كربلاء فضلاً عن الطريق الذي قادوهم فيه وأيديهم مقيّدة إلى أعناقهم من كربلاء إلى الكوفة.
حتى أنّ أوداج الإمام السجّاد (سلام الله عليه) كانت تشخب دماً من أثر الأغلال والقيود التي قيّدوه بها طيلة المسير.
 نعم سار أهل البيت سلام الله عليهم مقيَّدين والدماء تنزف منهم..
يا رسول الله شكوانا إليك 
أدركنا! أدركنا!
لبيك! لبيك!


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد