www.tasneem-lb.net

الإمام علي الرّضا (ع)

الإمام الرضا ع - ثامن الحجج

أهل البيت
الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.. ثامن الحجج..

 

خطة الإمام الرضا عليه السلام لمواجهة المأمون
ورد في كتاب إنسان بعمر 250 سنة نقلاً عن السيد الإمام علي الخامنائي:
◈ عندما دُعي الإمام الرضا عليه السلام من قبل المأمون، لينتقل من المدينة إلى خراسان، نشر في المدينة جوّاً يدلّ على انزعاجه وتضايقه من هذه الخطوة، بحيث أنّ كلّ شخص كان حول الإمام عليه السلام تيقّن أنّ المأمون يضمر سوءاً للإمام عليه السلام من خلال إبعاده عن موطنه. ولقد أعرب الإمام للجميع عن سوء ما يرمي إليه المأمون بكلّ الأساليب الممكنة، فقام بذلك عند توديع حرم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعند توديع عائلته وأثناء خروجه من المدينة وفي طوافه حول الكعبة من أجل الوداع، وبكلامه وسلوكه ودعائه وبكائه، كان واضحاً للجميع أن هذا السفر هو رحلته الأخيرة ونهاية حياته عليه السلام.

◈ وبناءً على ما كان يتصوّره المأمون في أن يُنظر إليه نظرة حسنة، بينما يُنظر إلى الإمام عليه السلام الّذي قبل بطلب المأمون نظرة سيئة، نرى أن قلوب الجميع، ونتيجةً لردّ الفعل الّذي قام به الإمام عليه السلام في المدينة، ازدادت حقداً على المأمون منذ اللحظة الأولى لسفر الإمام عليه السلام. فقد أبعد المأمون إمامهم العزيز عليه السلام عنهم بهذا الشكل الظالم ووجّهه إلى مقتله. هذه الخطوة الأولى للإمام عليه السلام .

◈ وعندما طُرحت ولاية العهد على الإمام في "مَروْ" رفض الإمام عليه السلام هذا الطرح بشدّة. ولم يقبل حتّى هدّده المأمون صراحةً بالقتل. ولقد انتشر في كلّ مكان رفض الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لولاية العهد من قبل الخلافة. كما أنّ العاملين في الحكومة، الّذين لم يكونوا على علم بدقائق سياسة وتدابير المأمون، قاموا وعن غباء بنشر رفض الإمام عليه السلام في كلّ مكان. حتّى أن الفضل بن سهل صرّح في جمع من العاملين في الحكومة، أنّه لم يرَ على الإطلاق خلافة بهذا القدر من المذلة، فالمأمون الّذي هو أمير المؤمنين يقدّم الخلافة أو ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا وهو يردّها عليه رافضا.

◈ ولقد سعى الإمام عليه السلام في كلّ فرصة تُتاح له أن يبيّن أنّه مجبر على تسلّم هذا المنصب (ولاية العهد) ودائماً كان يذكر أنّه هُدد بالقتل حتّى يقبل بولاية العهد. وكان من الطبيعي جداً أن يصبح هذا الحديث، الّذي هو من أعجب الظواهر السياسية، متناقلاً على الألسن، ومن مدينة إلى مدينة. فكل العالم الإسلامي في ذلك اليوم وفيما بعد فهم أنّ شخصاً مثل المأمون حارب أخاه الأمين حتّى قتله، لأجل أن يبعده عن ولاية العهد ووصل به الأمر من شدّة غضبه على أخيه أن قام برفع رأسه، وآلافٍ آخرين، على الرّمح وطاف بهم من مدينة إلى مدينة. وشخصٌ مثل علي بن موسى الرضا عليه السلام ، يظهر وينظر بلا مبالاة إلى ولاية العهد، ولا يقبلها إلا مكرهاً وتحت التهديد. وعند المقارنة بين الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام والمأمون العبّاسي، نرى أن كلّ ما جهد المأمون لتحقيقه ووفّر في سبيله كلّ ما لديه كانت نتيجته عكسية بالكامل.

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِىِّ بْنِ مُوسىَ الَّذِى ارْتَضَيْتَهُ وَرَضيتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَقائِماً بِاَمْرِكَ وَناصِراً لِدينِكَ وَشاهِداً عَلى عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِى السِّرِ وَالْعَلانِيَةِ وَدَعا اِلى سَبيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيآئِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد