www.tasneem-lb.net

تاريخي

حماة الإسلام: العلامة السيد محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه-الجزء الرابع-

حماة الإسلام: العلامة السيد محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه-الجزء الرابع-

- موقفه من الاستعمار الفرنسي :

- ما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وأصبحت دمشق تحت الانتداب الفرنسي حتى بدأت معركته الأولى وجهاده الأكبر مع حكومات الاحتلال الفرنسي التي كانت تدعوه إلى قبول مبدأ الطائفية في سوريا وشق عصا المسلمين إلى شطرين مهددة تارة، وملوّحة بالمال والمناصب الرفيعة تارة أخرى.
- وقف بقوّة إلى جانب علماء دمشق ضد قانون الطوائف الذي وضعه الانتداب الفرنسي، الذي حاول فيه التفريق بين السنة والشيعة، وأرسل مذكرة احتجاجية للمندوب الفرنسي يرفض هذا القانون بقوله: "بصفتي المرجع الروحي للمسلمين الشيعة في سوريا وفي لبنان، أحتجُّ على هذا القانون، وأحتج على هذه التفرقة بين المسلمين، لأننا أمة واحدة وعلى دين واحد، فلا نسمح لكم بأن تفرقوا بين السنة والشيعة، لأننا في قضايانا الإسلامية نمثل فريقاً واحداً"، ما اضطرّ السلطة الفرنسية إلى إلغاء هذا القانون. ولكن المحاولات الفرنسية الرامية إلى إيقاع الفتنة لم تتوقف، فحاولوا اجتذابه من طريق آخر، من خلال تأسيس مجلس ملّي للشيعة، عيّنوا فيه الأمين رئيساً لعلماء الشيعة في سوريا ولبنان، وجاءه المندوب الفرنسي بالكتاب، فرفض هذا العرض بقوله: "هذا أمر لا أخط فيه بقلم، ولا أنطق فيه بنعم، ولا أتحرك فيه"، وعندما عاتبه بعض الناس على رفضه هذا العرض، باعتبار أنه يشكل كياناً مستقلاً للشيعة ومجلساً ملياً خاصاً بهم، ردّ عليهم بقوله: "إنهم يريدون أن يكيدوا الإسلام والمسلمين بهذا النوع من التفريق في الموقع الرسمي بين السنّة والشيعة، نحن مسلمون ولنا ما للمسلمين كلهم، وعلينا ما عليهم كلهم". وعندما عرض عليه راتب كبير من المال ودار للسكن وسيارة من قِبَل المندوب السامي، فلم تلن له قناة ولن يغري المال تلك النفس الكبيرة التي عرفت أن سرّ العظمة في العطاء لا في الأخذ، وكيف يستطيع المنصب الديني الكبير الذي لوّح به المفوّض السامي الفرنسي أن يثنيه عن هدفه الذي نشأ وترعرع عليه، فكانت كلمته في جميع مواقفه (إنما المؤمنون أخوة) إضافة إلى الاستنكار والرفض وكان ردّه حاسماً: "إنني موظف عند الخالق، ومن كان كذلك، لا يمكنه أن يكون موظفًا عند المفوّض السامي يأتمر بأمره ويتحرك بإشارته.

-مجلة تسنيم-
سبيل نجاة الصالحين


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد