www.tasneem-lb.net

أبو الفضل العباس

أبو الفضل العباس - باب الحوائج إلى الله

العباس عليه السلام..
 باب الحوائج إلى الله

هو أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين، وقد ازدهرت يثرب ، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
حينما بُشِّر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله، وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى.

فكان لهذا الطفل المبارك أن يغدو بطلًا فارسًا دنيا من الفضائل والمآثر، فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلاّ وهي من عناصره وذاتياته، وحسبه فخراً أنّه نجل الإمام أمير المؤمنين الذي حوى جميع فضائل الدنيا، وقد ورث أبو الفضل فضائل أبيه وخصائصه، حتى صار عند المسلمين رمزاً لكل فضيلة، وعنواناً لجميع القيم الرفيعة، 
كان سلام الله عليه قويّ الإيمان بالله، وهذا الإيمان من أبرز العناصر في شخصية أبي الفضل عليه السلام، ومن أوليات صفاته، فقد تربّى في حجور الإيمان ومراكز التقوى، ومعاهد الطاعة والعبادة لله تعالى، فقد غذّاه أبوه سيّد المتّقين بجوهر الإيمان، وواقع التوحيد، لقد غذّاه بالإيمان الناشىء عن الوعي، والتدبّر في حقائق الكون، وأسرار الطبيعة، ذلك الإيمان الذي أعلنه الإمام عليه السلام بقوله: "لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً" ، منتهى المطلب للعلامة الحلي ج3 .
وقد تفاعل هذا الإيمان العميق في أعماق قلب أبي الفضل وفي دخائل ذاته حتى صار من عمالقة المتقين والموحّدين، وكان من عظيم إيمانه الذي لا يحد أنّه قدم نفسه وإخوته وبعض أبنائه قرابين خالصة لوجه الله تعالى.
وقد تمثل السخاء العباسي والجود بعد استشهاده عليه السلام، ولأنه من أجلّ أولياء الله سبحانه وأعظمهم، لذلك نجد مشهده المقدّس في آناء الليل وأطراف النهار مزدلف أرباب الحوائج، من عاف يستمنحه برّه، إلى عليل يتطلّب عافيته، إلى مضطهد يتحرّى كشف ما به من غمّ، إلى خائف ينضوي إلى حمى أمنه، إلى أنواع من أهل المقاصد المتنوّعة، فينكفئ ثلج الفؤاد بنجح طلبته، قرير العين بكفاية أمره إلى متنجّز بإعطاء سؤله، كلّ هذا ليس على اللّه بعزيز ولا من المقرّبين من عباده ببعيد.
فالسلام عليك يا أبا الفضل العباس، يا باب الحوائج إلى الله ورحمة الله وبركاته.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد