www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - توصيات رمضانية |1|

ديننا

توصيات رمضانية شعارها التغيير
|1|

ماذا يحصل لو جعلنا هذه السنة شعارنا (شهر رمضان خير شهر مرّ علينا)؟
ماذا يحصل لو غيّرنا نمط العبادة: من كيفية الصيام، من كيفية الصلاة، من كيفية تلاوة القرآن، من كيفية الدعاء، ومن كيفية عملية الإفطار.
بالتأكيد سيتغيّر مجرى شهر رمضان.

فإذا لم يُحدث الإنسان بنفسه تغييراً؛ سيبقى على حاله!
وكما قال أحد الأعلام: قياساً على ذلك: المغبون من تساوت رماضانيتاه.. فهذه الرمضانية إذا كانت على أحسن التقادير مساوية للرمضانية الماضية، فنحن مغبونون! إذن، ماذا نعمل لنحقق هذا الشعار؟
توصيات رمضانية شعارها التغيير:
- الالتزام بالتلاوة القرآنية الهادفة: فلتكن التلاوة في هذه السنة من شهر رمضان على قسمين: ختمة تلاوية، وختمة تدبرية؛ ليجمع الإنسان بين أن يقرأ أكبر كم ممكن من الأجزاء تحصيلاً للثواب، مع شيء من الالتفات إلى المعاني.. ولتكن التلاوة الثوابية تلاوة فيها نوع من التفكر، ويا حبذا لو قرأنا ذلك من خلال تفسير بسيط كهذه التفاسير المحشاة هذه الأيام في زوايا الصفحة، لنحاول أن نلم إلمامة سريعة بمعاني الكلمات الغامضة.. علينا أن نحاول أن نصل إلى مغازيها.. وأما التلاوة التدبرية لتكن ختمة واحدة، يقرأها الإنسان بتأن، وقد لا يكثر من الأجزاء في اليوم الواحد، بغرض معرفة المعاني.
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} إن شهر رمضان هو ربيع القرآن.. فلنحاول أن نسأل الله عز وجل في دعواتنا أن يفتح علينا شيئاً من أسرار القرآن الكريم. ولنسأل المولى عند المطالعة وقبل التلاوة هذا الدعاء: اللهم افتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك هكذا أُمرنا أن نطلب من الله عز وجل فتح الأبواب المغلقة.
- حلية المأكل والمشرب: إن الطعام الذي يأكله الإنسان ينمو به جسمه، ويتحول إلى طاقة، ولكن الجسم الذي ينمو على السحت، لا يُرجى منه خيراً، وكذلك هذه الطاقة المنبعثة من الطعام الحرام، لا يتوقع أن تتحول إلى ما يرضي الله عز وجل، وأن تتحول إلى دعاء ومناجاة وصلاة وتلاوة للقرآن الكريم.. قال تعالى:  {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا} إن الذي يأكل طعاماً محرماً، والطعام لا زال في معدته وفي جوفه، ويقوم بين يدي الله عز وجل، كيف يدعو خالقه بلسان ملطخ بالحرام! فمن الطبيعي أن هذا الإنسان لا يُلتفت إليه.. الذي يأكل الحرام يحمل في طيات أمعائه، ألا وهو الأكل المحرم.. فعلينا أن لا نستهين بهذا الأمر.
ثم إن القرآن الكريم يحذرنا من تجاوز الحدود، كما في قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا} فإن الحلال والحرام حدود الله عز وجل.. ولا فرق في تجاوز الحد بين صغيرة وكبيرة: سواءً كان هذا الحد في عالم الزنا، أو في عالم أكل الحرام، أو في عالم النظر المحرم.. فإن الإنسان العاصي هو متجاوز للحدود الإلهية، سواء كان بقتل، أو بزنا، أو بطعام محرم.
فإذن، علينا الاهتمام بحلّيّة المأكل والمشرب والابتعاد عن الشبهات!
- الزيارات الهادفة: إن من الظواهر الجميلة في بلاد المسلمين، هي كثرة الزيارات في شهر رمضان، وأن من أكثر الشهور زيارةً وصلةً للأرحام وتفقداً للشؤون هو شهر رمضان المبارك، وخاصة في الليل.. ولكن ليُعلم أن هذه الزيارة اقتطاع فترة من أغلى ساعات العمر، فإن شهر رمضان ساعاته ولحظاته لا تقدر بثمن، فالأنفاس فيه تسبيح، والنوم فيه عبادة، والآية القرآنية بمثابة ختمة.. علينا أن نتعامل مع الوقت في شهر رمضان بحرص شديد.. فعندما نذهب إلى إنسان لمدة ساعة، فقد أخذنا من وقت تلاوة القرآن بمقدار جزءين على الأقل.. فالنصف ساعة يعني جزء، والجزء مكوّن من مئات الآيات، يعني مئات الختمات.. فإذن، فأنت أيها المؤمن عندما تزور أخاك أو رحمك أو صديقك، فإنك تعطيهم أغلى ساعات عمرك في شهر رمضان.. وخاصة إذا كان يصادف في ساعة السحر، في ما بعد منتصف الليل، أو في ليلة الجمعة؛ فإن هذه ساعة لا تقدر بثمن.. حاول أيضاً أن تتدبّر هذا المعنى.
ولهذا لتكن زيارة هادفة، واجعل أولويات في الزيارة.. لك صديق مهتدٍ وصديق منحرف، وعندما تزور المنحرف من الممكن أن تهديه للهدى، فهذه زيارة مقدمة على ما هو تحصيل حاصل.. هناك رحم كاشح وهناك رحم محب، والرحم الكاشح يُزار قبل المحبّ لما في ذلك من العمل بما أمرنا به: (صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، واعف عمن ظلمك)، مستدرك الوسائل/ج9.
هناك إنسان ترتاح من زيارته، وإنسان لا ترتاح من زيارته، ولكن في ذلك قربة إلى الله عز وجل؛ قضاءً لحاجة مؤمن، أو تفريجاً لكربة عنه.. وعليه، فإن علينا أن نجعل المقياس في هذه الحركة هو رضا الله عز وجل، بل دائماً زر من يقربك إلى الله عز وجل.
والأهم لتكن الزيارة فيها هدف تبليغي وإرشادي.. فلماذا لا تحمل شعلة الهدى، بكلمة طيبة، أو حديثاً نبوياً، أو حديثاً من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أو آية من القرآن مذكرة؟ وقد ورد في الحديث: (ما من قومٍ اجتمعوا في مجلسٍ فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلّوا على نبيهم، إلا كان ذلك المجلس حسرةً ووبالاً عليهم)، الكافي-ج2.
فتكن جلساتنا لله فيها رضى وللناس فيها صلاح وهداية.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد