www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - مكارم الأخلاق |8|

مكارم الأخلاق
|8|

 

إصلاح ذات البين
تثير قضية الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما جرى بعدها من أحداث، نقاشاتٍ كثيرة وتباينات عدة في الآراء.
وما زال حتى اليوم هذا السؤال يطرح استفهامات تبحث عن إجابة شافية: 
لماذا اختار الإمام علي عليه السلام السكوت والتنازل بدل التصدي والمواجهة!
هل كانت تنقصه الشجاعة الكافية !
أم هو زهده المعهود لكافة شؤون الدنيا !
بالطبع، أمير المؤمنين عليه السلام كعادته عند كل منعطف، لا يأخذ الأمور بنواحٍ شخصية، إنما كانت نظرته البصيرة في تشخيص مصلحة المسلمين هي محرك أفعاله ومواقفه!
يقول سلام الله عليه "وأيم الله، لولا مخافة الفرقة من المسلمين أن يعودوا إلى الكفر ويبور الدين لكنّا غيّرنا ذلك ما استطعنا" (المفيد ج1 ص246).
فالسر إذًا يكمن في خوفه من تفريق المسلمين إلى أحزاب وطوائف متنافرة ومتقاتلة. وهو الذي أول ما أوصى به قبل شهادته الإصلاحُ بين الناس: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم.." نهج البلاغة.

فهذا هو الهدف الأشمل والأعم لقيمة "إصلاح ذات البين"، وهو أصل إجتماعي مهم في الإسلام، وأولويةٌ كبيرة لكل واحد منا بتعزيز روابط الأخوة والألفة بين عموم المسلمين باختلاف انتماءاتهم.
"وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" (الحجرات- 9).

ولأنه المشروع التمهيدي الأعظم لظهور الإمام الحجة أرواحنا فداه، كما ورد في توقيعه للشيخ المفيد "ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من‏ القلوب في الوفاء بالعهد لما تأخر عنهم اليُمنَ بلقائنا.."

الإصلاح في ميدان الأسرة
وللأسرة ورابط القرابة أيضًا نصيب وافر من أولوية الصلح والتفاهم، وقد ذكرت آيات عدة هذا المبدأ:
"وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) (النساء).

وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) (الرعد).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد