www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - الأربعينية الشعبانية الرمضانية |2|

الأربعينية الشعبانية الرمضانية
|2|

بمقدار ما نتهيَّأ ونهيِّئ الأرضية في شهر شعبان، بمقدار ما نقطف الثمار في شهر رمضان.
 هذه الأيام، وهذه الساعات، هي أيام وساعات لا تُقدَّر بثمن، أحدنا بإمكانه أن يغيَّر مجرى حياته في مثل هذه الأيام.
فإن قمة الجوائز تُعطى في شهر رمضان، فلنعمل على تهيئة الأرض لاستقبال شهر رمضان، ليكون أوج اللقاء في ليالي القدر بإذن الله تعالى.
 فمن داوم على المناجاة الشعبانية في شهر رسول الله (صلوات الله عليه وآله) بقلبه وروحه، فكيف لخالقه أن يخذله في ليلة القطاف المثمرة؟
فعندما يقول الداعي: «وَكَما أَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي في كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ». هذا الكلام من إمام المتقين، وهو القلب الذي كان محطة من محطات نزول الوحي.  فعندما يقول: «وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ». يبيّن بأن الأوساخ لا تنحصر في الذنوب أمثال الزنا والغيبة والقتل وما شابه ذلك، بل الإنسان إذا مرّ عليه اليوم والليلة ولا يتوجه بقلبه إلى الله تعالى للحظات أو لثوان، فهذا قلب غير مطهّر، غير نظيف، وعلى الأقل عندما نقف للصلاة علينا أن لا نكون من الغافلين بل نستحضر وجوده عز وجل المهيمن على الوجود.
وعندما يقول (عليه السلام) «وَاِنْ اَدْخَلْتَني النّارَ اَعْلَمْتُ اَهْلَها اَنّي اُحِبُّكَ» أي يا رب لئن عصتك جوارحي، فجوانحي ممتلئة بحبك.  فإياك أيها المبتهل المسكين أن تيأس من القرب من الله تعالى حتى مع ارتكابك للمعاصي، فعالم القلب يختلف عن عالم الجوارح، الإنسان قد يزل.. الإنسان قد يعصي.. وقد لا يراقب جوارحه.. ولكن تبقى الجانحة ممتلئة بحبه تعالى.  علينا أن نمتلك هذا الحب، وإن دخلنا النار بمعاصينا.
نعم إنها كلمات لا يعرف نكهتها ومعانيها وجوهرها سواهم أئمة الهدى والتقى! 
فلنبتهل ولنردد كلماتهم بتمعن وحضور قلب، ولنتوسل بالمناجاة الشعبانية المميّزة، ونجعل هذه الأربعينية لها نكهة مختلفة عن الأربعينيات السابقة، لعلنا نحظى بالنظرة الرحيمية من الرب الرحيم والودود.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد