www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - الزواج ميثاق المودة |2|

الزواج ميثاق المودة
|2|

الغايات النبيلة
بقلم القائد العام لكشافة الإمام المهدي الشيخ نزيه فياض

إنّ لتشريع الزواج غايات متنوّعة، اقتضتها الحكمة الإلهية لتلبية الاحتياجات الفردية والاجتماعية المتنوّعة للناس باختلاف حالتهم وظروفهم وشخصياتهم واستعداداتهم.
فالعقدُ الشرعيّ للزواج الذي يُنشىء مجموعة علاقات شرعيّة ويترتّب عليه مجموعة أحكام، قد تكون كل واحدة من تلك العلاقات والأحكام غاية وحاجة بحدّ ذاتها.
إنّ ما يميّز الزواج الإسلامي في الحقيقة، عدا عن أنّه رباطٌ مقدّسٌ وميثاقٌ روحي وأخلاقي بين الزوجين، هو في مجموعة الغايات النبيلة التي يبنى عليها والتي تنتج مجموعة من الآثار الايجابية النفسية والروحية والاجتماعية السامية والرفيعة، والتي تُكمل قداسة الزواج من الناحية العملية. 
ويمكن هنا الحديث عن أربع غايات سامية شرّع الله الزواج لأجلها أو لأجل كل واحدة منها: 
1. الاقتران بالحبيب والعيش معه وفي قربه وفي كنفه ووصاله والاستئناس به وإطلاق العاطفة نحوه في مداها الأقصى، مما يساهم في الاستقرار النفسي والارتواء العاطفي وبناء الثقة بالنفس وبالآخَر والتوجهات الإيجابية والصلاح الذاتي.
2. الاستقرار الاجتماعي الذي ينهي الحياة الفردية وحالة العزوبية والتمحور حول الذات والعيش مع شريك منسجم تحت سقف واحد، يتقاسم معه يوميات الحياة فيعيش معه الفرح والسرور ويواجه معه الألم والمرارات ويستعين به على تقلبات الزمن. 
3. إنجاب الأولاد وتربيتهم والتمتّع بوجودهم والاستئناس بهم والتنعّم بالأبوّة والأمومة في حالات القوّة والهرم وبناء الأسرة السعيدة المتكافلة المتضامنة التي تعيش الحياة الطيبة في دنياها وآخرتها.
4.  بناء النسيج الاجتماعي من خلال مدّ جسور المصاهرة والتقارب مع المؤمنين والصلحاء، والتزواج والتعارف بينهم لتوسيع دائرة الأصدقاء والأخوّة وبناء الأواصر الاجتماعية والمصالح المشتركة والمنافع العامة التي تؤمّن التفاعلية والتبادلية المجتمعية، وتحيي الروابط الإنسانية المتداخلة بين الناس.
5. هذه الغايات النبيلة وغيرها هي التي جعلها الله محورًا لحركة الإنسان رجلاً كان أو إمرأة نحو الزواج.
وإنّ اقدام هذا الإنسان على استخدام هذا التشريع والاستفادة من تلك النعمة بغير ما أراد الله، وجعله كمصلحة فرديّة ونوعيّة للنّاس إنما هو سوء أمانة واستغلال عدواني وتضييع للنعم، سيشقي الإنسان في الدنيا والآخرة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد