www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - الأذكار التوحيديّة الموسوية العشرة ومضامينها الرفيعة |1|

الأذكار التوحيديّة الموسوية العشرة ومضامينها الرفيعة
|1|

ومن جملة المطالب الأذكار التوحيديّة في هذه الأيام العشرة، وهي المرويّة عن أمير المؤمنين عليه السلام، أذكار عجيبة، تدعى بالأذكار التوحيديّة الموسويّة، والتي ترجع قصّتها إلى أربعين حضرة موسى، حيث ألقى الله إليه حقيقتها وواقعيّتها.
وقد ذكرت الروايات استحباب قراءتها في العشر الأوائل من شهر ذو الحجة، وبالطبع ينبغي أن تُقرأ مع الالتفات إلى معانيها السامية. وبعض ما ذكر منها:
لا إله إلا الله عدد الليالي والدهور، أي أنه ليس هناك من معبود، ولا من مؤثّر، بمقدار عدد الليالي والدهور، أي أنّ حقيقة لا إله إلا الله سارية في تمام عالم المادّة والخلقة.
لا إله إلا الله عدد أمواج البحور، لحقيقة لا إله إلا الله سريان بعدد أمواج البحور، يعني ليس البحر وحده ظهوراً لحقيقة لا إله إلا الله وليس له استقلال.
لا إله إلا الله ورحمته خير مما يجمعون، أي الرحمة التي تظهر في النفس بظهور لا إله إلا الله فيها لا تُبقي لك أيها الإنسان شيئاً، لا تُبقي لك تعلّقاً، فإلى أين أنت متوجّه؟! إلى أين أنت ذاهب؟ وإلى من تتوجّه؟ وماذا تجمع وبماذا تتعلّق؟ وخلف من تلهث؟
لعلك مشغول بجمع كثرات الدنيا (الأموال، النفوس، الأصدقاء، الأنصار..) فلماذا أنت غافل عن حقيقة لا إله إلا الله، ابحث عن هذه الحقيقة، وانظر إلى رحمة الله!
لا إله إلا الله عدد الشوك والشجر،
لا إله إلا الله عدد الشعر والوبر 
لا إله إلا اللـه عدد الحجر والمدر، 
أي أنّ كلّ حقيقة نراها لها جهة ارتباط بالله (جلّ وعلا)، ولها جهة فناء في حدّ نفسها، فهي بدونه فانية!
فلكلمة (لا إله إلا الله) تجلّيات بعدد كلّ واحدة من أوبار الحيوانات وأشعارها، وبأعداد أحجار العالم، لا فقط أحجار الأرض، وبعدد قطع الطين اليابس المتماسك فيه ـ فكيف يعرّف الله نفسه؟! وكيف يبيّن ويقول أنه كلّ شيء؟! أنه في كلّ مكان؟! بأيّ بيان يبيّن ذلك! 
نعم! بعدد الأحجار لا إله إلا الله، بعدد المدر في كلّ العالم لا إله إلا الله، وهي به باقية، فبالارتباط به تحصل على البقاء، وبدون الارتباط به تفنى، أليس هذا هو معنى سريان حقيقة التوحيد في كافّة الأعيان الخارجيّة؟ أليس هذا هو معناها؟
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد