www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

معالي الدعاء - الأذكار التوحيديّة الموسوية العشرة ومضامينها الرفيعة |2|

الأذكار التوحيديّة الموسوية العشرة ومضامينها الرفيعة
|2|

وبتكملة الأذكار التوحيديّة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام،
في هذه الأيام المباركة في العشرة الأولى من شهر ذي الحجة التي يستحب ذكرها بتروّي وتمعّن وتفكّر: 
لا إله إلا الله عدد لمح العيون أي أنه لحقيقة لا إله إلا الله وجود بعدد نظرات عيوننا السريعة التي تقع ما بين إغماضين، فنحن الآن إذ نغمض أعيننا ونفتحها، فهذه اللمحة من البصر هي ظهور لا إله إلا الله.
لا إله إلا الله عدد أمواج البحور، أي إنّ لحقيقة لا إله إلا الله ظهور بعدد أمواج حركات البحار. وهذا المعنى يتجلّى لدى الكثيرين ممن يسرح نظره ويتفكّر عند النظر إلى أمواج البحر ويقول: لا إله إلا الله؛ فإنه يصاحب هذا الوجود الجميل.. طبعا رب العالمين شأنه أعظم من أن يحصر بجبل، أو بحيرة، أو بمنظر، أو بقمر، أو بشمس! ولكن العلماء يقولون: هذا يجعل الإنسان يتحفّز، ويعيش حالة من حالات الفخر والغرور الإيجابي، وقد صدق الرسول الأكرم (صلوات الله عليه وآله) في عبارته: (النظر في المصحف من غير قراءة عبادة، والنظر إلى البحر عبادة..)
لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس والصبح إذا تنفّس أي أن الليل حين يحلّ، والصبح حينما يظهر من جديد، ففي كلّ ذلك لا يتجلّى إله إلا الله.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): من قال: لا إله إلا الله مائة مرة، كان أفضل الناس ذلك اليوم عملاً إلا من زاد.
لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري والصخور، بعض المؤمنون يقولون: عندما كنّا نسمع صوت الريح كنّا نسمع معه صوت لا إله إلا الله، وبالطبع هذا السماع هو بِأذُن القلب، فهذا كلّه كائن وحقّ.
فهذا ليس بالقول الهزل، وليس حقيقة الأمر أنّ هذه الأمور تحدث فجأة في ذلك الحين، لا.. بل! هي موجودة وكائنة، غاية الأمر علينا أن نرفع من مستوى الجهاز الذي يلتقطها، لو امتلكنا جهازاً فإنّا سنسمع بحسب قدرة هذا الجهاز، فلو كان ضعيفاً سمعنا بعض الأمواج، ولو قويّناه سمعنا أكثر، ولو كان أكثر قوّة أمكننا أن نسمع أكثر فأكثر، وكلّما كان الجهاز أقوى، فقدرته على الالتقاط ستكون أكثر فأكثر!
نعم لقد كان نبيّ الله موسى عليه السلام يسمع صوت أنا الحق، وعلينا أن نكون كموسى عليه السلام لنسمعها، فدائماً هناك نداء أنا الحق، في كلّ تلك المخلوقات ظهور التوحيد وظهور الحقّ وسريان التوحيد موجود، ولكن علينا أن نقوّي الجهاز اللاّقط لندرك ذلك.
لا إله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصور، أي أن هذا الذكر موجود في كافّة عالم الوجود! 
وسنظل نردد جميعاً دائما أبداً ونقول: لا إله إلا الله.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد