www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الأربعينية الزينبية |4|

الأربعينية الزينبية
|4|

روي عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: (إن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها: الفرائض والنوافل من قيام، عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام! وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس! فسألتها عن سبب ذلك؟ فقالت: أصلي النوافل من جلوس لشدة الجوع والضعف، وذلك لأني منذ ثلاث ليال، أوزع ما يعطونني من الطعام على الأطفال، فالقوم لا يدفعون لكل منا إلا رغيفاً واحداً من الخبز في اليوم والليلة).

فبشهادة إمام زمانها وابن أخيها التي بيّنت شدة مواظبة السيدة الجليلة زينب(عليها السلام) على الطاعات والعبادات فهذا التعلق بالخالق مع ما منحها الله عز وجل من قابلية خَلقت منها أنبل شخصية، وأرفع إنسانة مقرّبة عند الله تبارك وتعالى.

ففي غمرة المصاب الحسيني الجلل، ومع كل ما تكالب على الحوراء من مصاعب وأهوال، لم تنسَ السيدة زينب (عليها السلام) أن تقيم الشعائر وتحييها، هذا بالإضافة إلى الدور الذي أوكله لها سيد الشهداء، فقامت به على أفضل الوجوه، بالرغم من تعدد المهام وتنوّع الأدوار.

فلنتأمل في هذه الأربعينية الزينية تلك الشخصية الفريدة من نوعها ولنقف قليلا أمامها لعلها تقوى بصيرتنا قليلا ولننظر بعيون قلوبنا خاصة لعل الحجب تزول عنها..

ولنعِ أنّ الإنسان المؤمن إذا حافظ على صلاته وأتقنها، فإنه سوف يستفيد من ذلك في مجال حياته الشخصية والجهادية، مثل زينب كمثل أئمتنا العظام (عليهم السلام) كانوا إذا أهمّهم أمراً يفزعون إلى الصلاة والدعاء بين يدي معبودهم الأوحد ومعشوقهم الأمجد، وخاصة في وقت الخلوات.. فلنعوّد أنفسنا على العبادة في كل الأحوال.

فعن النبيّ (صلوات الله عليه وآله): يقول الله تعالى: (مَن أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني، ومَن أحدث وتوضّأ ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني، ومَن أحدث وتوضّأ وصلّى ركعتين ودعاني ولم أُجبه فيما سألني من أمور دينه ودنياه فقد جفوته، ولست بربٍّ جاف) وسائل الشيعة/ج١. 

من الواضح أن العمل بهذا الحديث يحتاج إلى همّة عالية، ولكن الميسور لا يترك بالمعسور..
فالإنسان بإمكانه تيسير الأمر! فنقول له اعمل جهدك بأن تكون دائمًا على طهارة! فإن أحدثت توضأ، وكلما توضأت أدعو الله عزّ وجل، وبالدعاء اجتهد بطلب المعالي وسترى الله دائمًا معك في جوارك وداخل جوارحك وكيانك.
ألم يرد في الحديث القدسي: "عبدي أطعني تكن مثلي، تقل للشّيء كُن فيكون" !

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد