www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - الرحمة المحمديّة

ديننا
الـرحـمـة المحمّـديـة

"أَرْسَلَه بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ والْعَلَمِ الْمَأْثُورِ، والْكِتَابِ الْمَسْطُورِ والنُّورِ السَّاطِعِ، والضِّيَاءِ اللَّامِعِ والأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ واحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وتَحْذِيراً بِالآيَاتِ وتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ". أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
تحدث القرآن الكريم عن صاحب الرسالة المحمدية فوصفه بأنه رحمة للعالمين.

فكيف تجلت الرحمةُ المحمدية؟ 
فيما يرتبط بالوسائل والأساليب: فالكثير الكثير من المزايا التي اختص الله بها نبينا محمد في بيانه للرسالة:
أولا: اعتمد النصيحة للعباد، حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام :"أرْسَلَه وأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، ومَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، و نَصَحَ لِلْخَلْقِ وهَدَى إِلَى الرُّشْدِ وأَمَرَ بِالْقَصْدِ".

ثانيا: سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلوكه كانت الرحمة والمحبة للناس فكانت كما وصفها الإمام علي (عليه السلام): "سِيرَتُه الْقَصْدُ وسُنَّتُه الرُّشْدُ وكَلَامُه الْفَصْلُ وحُكْمُه الْعَدْلُ".

ثالثا: استخدامه صلى الله عليه وآله الموعظة الحسنة امتثالا للأمر الإلهي ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ ويصف ذلك الإمام علي (عليه السلام) فيقول: "بَعَثَه والنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ، وحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ واسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ، واسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ، حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأَمْرِ، وبَلَاءٍ مِنَ الْجَهْلِ، فَبَالَغَ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي النَّصِيحَةِ، ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ".

وأما من حيث النتائج فتتجلى الرحمة المحمدية في الحال التي انتقل إليها الناس بعد البعثة مباشرة على مستوى الجزيرة العربية أو على مستوى الناس كافة:

1- فقد انقلبت نفوس الناس من الضغناء إلى المحبة يقول الإمام علي (عليه السلام): "مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ، قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَه أَفْئِدَةُ الأَبْرَارِ، وثُنِيَتْ إِلَيْه أَزِمَّةُ الأَبْصَارِ، دَفَنَ اللَّه بِه الضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ".

2- انتقال المجتمع المسلم ببركة الإيمان لتكون له قيادة سائر الناس إلى الهدى وثمرة ذلك سيادة المجتمع المسلم على الناس كافة: "فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّه عَلَيْهِمْ، حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا، فَعَقَدَ بِمِلَّتِه طَاعَتَهُمْ وجَمَعَ عَلَى دَعْوَتِه أُلْفَتَهُمْ، كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا، وأَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا، والْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا، فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ، وفِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ، قَدْ تَرَبَّعَتِ الأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ، وآوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ، وتَعَطَّفَتِ الأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ، فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ، ومُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الأَرَضِينَ، يَمْلِكُونَ الأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ، ويُمْضُونَ الأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ".


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد