www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - ولد الهدى فالكائنات ضياء

ولد الهدى فالكائنات ضياء

اتفقوا على ولادته في شهر ربيع الأول.
واتفقوا على ولادته في عام الفيل.
وكذلك اتفقوا على أنّ النبيّ عاش طفولة يُتم، إذ ولد بعد وفاة والده عبد الله بن عبد المطلب، ثمّ ماتت والدته آمنة بنت وهب حين كان صغيراً. فكبر في كنف جده عبد المطلب الذي كفله، ثمّ في كنف عمّه أبي طالب بعد وفاة جدّه.
واتفقوا أيضاً على أنه الصادق الأمين، لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، نبي الأمة، البشير النذير، السراج المنير، صاحب الكتاب العظيم، هادي البشرية أجمعين.
ولكنهم اختلفوا يوم ولادته، منهم من قال هو يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ومنهم من قال إنه السابع عشر من ربيع الأول.
الفارق خمسة أيام فقط، أيام مختلفة في العدد ولكنها متقاربة جداً.
أدّت إلى اعتبارها روح الوحدة، وعنوان الجمع بين المذاهب والقلوب.
فإن افتراق طريق المسلمين وانشعابهم إلى فرق شتى، لم يكن حديث اليوم أو أمس، وإنّما أوُجد منذ صدر الإسلام. بغض النظر عن الأسباب التي دعت إلى ذلك الشيء الثابت لدينا، هو، أن المسلمين تعرضوا إلى أشد الأضرار والأذى جراء ما حدث.. وانتفع به أعداء المسلمين إلى أقصى حد.. للأسف.
وهذا الخلاف التاريخي، هو السبب في دعوة القائد العظيم، روح الله الخميني (قدس سره) إلى ما سمّي بأسبوع الوحدة الإسلامية، بين تاريخي الاحتفالين بيوم ١٢ ربيع الأول وبين يوم ١٧ ربيع الأول، وكان ذلك بدءاً من عام 1981، كوسيلة للتقريب بين مذاهب المسلمين.
وقال سماحته (قدس سره): "نحن والمسلمون من أهل السنة جسم واحد لأننا مسلمون وأخوة وإذا قال أحد كلامًا يبعث على الفرقة بين المسلمين فاعلموا أنه إما أن يكون جاهلا أو أنه من أولئك الذين يريدون الوقيعة بين المسلمين، فليس هناك مسألة سنة وشيعة أبدًا، الجميع أخوة". (صحيفة الامام، ج6، ص110).
إنّ أسبوع الوحدة، ينطبق على هذا المسار، وقد أوُجد بمصافة وذكاء. فاختيار (زمن) الخلاف بين الشيعة والسنة، حول تاريخ ميلاد النبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله)، سواء من الناحية الرمزية أو المعنوية، أفضل اختيار يمكن الوصول اليه، وذلك لأن النبي المكرم (صلى الله عليه وآله)، أهم قاسم مشترك بين المسلمين ومحورية وحدتهم، بعد القرآن الكريم.
ومهما اختلفوا أو اتفقوا يبقى أن الزينة والأضواء، والحلوى، وجلسات المدح والذكر، ورفع الأعلام والمواكب والشموع في الساحات.. في الكثير من المدن والقرى العربية، من المغرب إلى المشرق، تعد عند الجميع من مظاهر الفرح والابتهاج بيوم عظيم! عظيم! عظيم!
يوم ولد الهدى فيه فالكائنات ضياء!


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد