www.tasneem-lb.net

السيدة زينب (ع)

السيدة زينب - التربية الزينبيّة |2|

التربية الزينبيّة 
|2|

ثمار شجرة طوبى
ليست صدفة أن يقترن عليٌّ عليه السلام -أول الرجال إيمانًا في الإسلام- ببنت نبي هذا الدين الإلهي التوحيدي.
فكلاهما كانا يعرفان معنى الدين ومعنى الإسلام، وضرورة وجوده واستمراريته من أجل إنقاذ مصير البشر.
وكلاهما كانا أيضا على استعدادٍ تام لبذل أغلى التضحيات في سبيل بقاء الإسلام حيًّا راسخًا في القلوب والضمائر.
وكذلك كانا يعلمان أن تلك التضحية مهما كبرت وعظمت، فهي لوحدها لا تكفي!
لأنه لا بد من وجود عناصر تحفظ الدين وتؤمّن استمراريته جيلًا بعد جيل.
ولهذا كانت الأسرة العلوية-الفاطمية، وكان البيت العلوي-الفاطمي المكسوّ ببركات السماء.

في هذا البيت كانت هناك شجرة، وكانت ثمارها من النوع الذي يكبر رويدًا رويدا.. حتى إذا ما أظلمت الدنيا وغابت أنوارها، أينعت تلك الثمار علمًا وهدًى وبصيرة!

لقد كانت عين الحكمة العلوية الثاقبة تبصر إلى ما بعد مرحلة تأسيس الإسلام وتركيز دعائمه.
وكانت ترى المرحلة التالية الأشد صعوبة وخطورة!! وهي مرحلة تثبيت الإسلام وصونه من الفتن والانحرافات، التي تحتاج إلى قادة ربانيين فدائيين خارجين من سلطان الهوى، باذلين مهجهم في سبيل الله. وتحتاج إلى أخص خواص أهل العلم والشجاعة والقدرة على إظهار نور الحق رغم تراكم غيوم الجهل والشرك والباطل.

ومَن يكون لهذه المهمة الاستثنائية، في تلك الظروف الاستثنائية الحرجة، سوى أبناء السلالة النبوية الزاكية، وامتداد خصالها وبركاتها.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد