السيّدة زينب - التربية الزينبيّة |4|
التربية الزينبيّة
|4|
جنتي ونعيمي حسين
للعلاقة الوجدانية الخاصة بين زينب والحسين عليهما السلام سرٌّ كبير، نكاد نرى بعضًا من رشحاته ينكشف في علاقة المجاهدين بالقادة، وفي سَكرات الحب بين أوفياء النهج وولي أمرهم، صانع عزة المسلمين.
▪️ فالمسألة بين سيد الشهداء وأم المصائب لا تتوقف على رابط الأخوة الرحِمي، بل هناك ما هو أمتن وأقوى وأبقى!
كان الحسين عليه السلام جنة الحوراء ونعيمها، كما كان يحلو لها أن تناديه. وهو إمامها الحبيب وولي أمرها العزيز، الذي نشأت على قصة كربلائه وقضيته.
ومرّ العمر ورحل الجميع، وظلّ الحسين وزينب تجمعهما جبهة واحدة وعملية بطولية واحدة.. "كربلاء"!
▪️ واقتضت وظيفة الحوراء عليها السلام أن تصحب كل حقائب عشقها الحسيني الذي اختزنته منذ الطفولة، حتى تفجره في مجالس الظالمين، وعلى مرأى ومسمع الحاضرين... ليدخل ذاك العشق كتابَ الخلود، ويخترق الأزمنة ويستقر في قلوب الموالين، وتستمر حرارته مشتعلة في عروق الثائرين.
فعشق الولي تربية، كما البطولة والطاعة والبصيرة، وكما العفاف والحياء تربية، وكلها بطاقات هوية تنسِب أجيالًا حسينيين تلو أجيال إلى مسيرة المقاومة المستمرة في وجه مستكبري العالم وشياطينه!