www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

السيدة فاطمة (ع) - أدوار السيدة الزهراء (عليها السلام)الرسالية |1|

أدوار السيدة الزهراء (عليها السلام)الرسالية

|1|

السيدة الزهراء الفتاة "أم أبيها"
نحن نتحدّث عن الزهراء عليها السلام كفتاة، كزوجة، وكأم لنتعرّف إلى الأدوار الرسالية التي تجلّت في شخصيتها العملاقة العظيمة.

دور الزهراء عليها السلام كفتاة:
ما هي علاقة النبي صلى الله عليه و آله بفتاته فاطمة الزهراء سلام الله عليها؟
لمّا كانت الفتاة إنسان، والإنسان شريك في بناء الحضارة، وفي بناء الحياة يجب إعداد الفتاة منذُ صغرها على أنها شخصية قادرة على بناء الحضارة، وعلى بناء الإنسان، وعلى بناء الحياة بشتى ألوانها تمامًا إلى جانب الرجل.
إذا أُعدّت الفتاة من الأساس على أن يكون لها قرار، على أن يكون لها رأي، على أن تكون لها شخصية بالتالي نمت وكبرت وهي تدرك موقعها، وهي تدرك حجمها في صراع الحياة وفي مجال بناء الحضارة قال تعالى: .."أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى"- آل عمران/195 .

 

ما دام دورها هو دور الإنسان في بناء هذه الحياة فيجب أن تلقّن هذا الدور منذُ صغرها، وأبوها أولى الناس بأن يلقّنها هذا الدور. يتحدّث معها يشاركها في المناقشات، يطرح عليها قضايا مهمة، وهموم مختلفة خاصة وعامة، يطلب رأيها وقرارها لتعتاد لأن تكون شخصية إنسانية ذات قرار وذات رأي، وهذا ما تعامل به النبي صلى الله عليه و آله مع فتاته الزهراء عليها السلام.
النبي صلى الله عليه و آله أقحمها في صراع الحياة، في ساحة الأحداث، في همومه، في قضاياه، في دوره الرسالي، في دعوته مما جعل الزهراء عضداً للنبي، كما كانت أمها خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها.

لذلك ذكر المؤرخون: أول من يستقبل النبي صلى الله عليه و آله عند رجوعه من سفره فاطمة عليها السلام، آخر من يودع فاطمة وفاطمة تستقبله، فاطمة تتحدّث معه، فاطمة تعرف ما عنده، فاطمة تخفف آلامه، فاطمة تمسح جراحه، فاطمة تلتفت إلى كل مسيرته من دون بقية زوجاته ونسائه لأنها لُقِنت ورُبيت منذُ صغرها على أنها صاحبة دور، على أنها صاحبة قرار. لأنها رُبّيت على هذا الدور أصبحت الزهراء كما لقبها المصطفى «أم أبيها» كان النبي صلى الله عليه وآله يحتاج إليها حاجة ماسة، لولا الزهراء عليها السلام لفقد النبي صلى الله عليه و آله عنصراً مهماً في رسالته ولولا الزهراء لوجد فراغاً لا يملؤه أحد. الزهراء كانت تملئ كيانه كله وكانت رفيداً روحياً يجعله مستمراً صامداً شامخاً في أداء رسالته.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد