www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

السيدة فاطمة (ع) - عينٌ تفجّرَت بالعشق

عينٌ تفجّرَت بالعشق
فاطمة 

في حياة الزكية عليها السلام أنهار من قيم، انبعثت مع إشراقة نورها على هذه الحياة، وما زالت إلى اليوم تروي عابريها العطاشى.
وفي كل نهرٍ عيون متفجرة من القابليات والكمالات الإنسانية: في العبادة والتربية الأسرية، والعلاقة الزوجية، وفي الستر والحجاب والاحتشام، وفي الأخلاق الإجتماعية وآداب السلوك مع الخلق!

فكيف أصبحت الزهراء عليها السلام وأهل بيتها "عينًا يشرب بها عباد الله"؟

يفسّر العرفاء حديث الإمام الصادق عليه السلام "لما خلق الله العقل، قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر.."، بأن الإنسان الذي يُقبِل على المعشوق، ويرى نور جماله وجلاله، وتنكشف له حقيقة ذاته القدسية، يصبح من الصعب جدًا عليه أن يُدبِر، وأن يعود إلى الناس!

وهو إن فعل ذلك، فستكون عودته عودة إلهية، بمعنى الآية الشريفة "لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا"!
فتكون علاقته بالناس علاقة محبة وفيض وعشق، لأنهم عيال الله ولأنهم تجليات خلق الله..
وفي نفس الوقت، تقوم هذه العلاقة على الاستغناء عما في يد الناس، من أجر وجزاء وشكر وعرفان بالجميل.. طمعًا وفناءً بما في يد الله من نعيم وقرب ورضوان!

هذه هي عين الفيض الاجتماعي والأخلاقي في التعامل مع الآخرين، التي فجّرتها الزهراء عليها السلام في حادثة إطعام المسكين واليتيم والأسير... علاقة عطاءٍ و جود وعطف وعشق، وفي نفس الوقت ترفّع عمّا يردّه لنا الآخرون، أكان ردًّا جميلا أم قبيحًا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد