شهر رمضان - مواقيتٌ وأسرار |1|

مواقيتٌ وأسرار
|1|

خصوصية أوقات السَّحر والفجر

مرّ معنا سابقًا فضل أوقات شهر رمضان المبارك على غيره من الأزمنة، ولكن يبقى للسّحر والفجر خصوصية معنوية هامة:

وقت السَّحر:
وهو الفترة الزمنية التي تسبق طلوع الفجر، وقد وردت فيها استحبابات كثيرة، كالاستيقاظ والذكر والعبادة..
وأكثر ما ورد في أعمال السّحر هو الاستغفار، كما تشير الآية الكريمة "والمستغفرين بالأسحار".

أما بما يخص الأسرار المعنوية للسّحَر، فهي في كونه الفرصة المثالية للخلوة بين يدي الخالق عز وجل، بعيدًا عن صخب الدنيا.
ومن جهة أخرى فإن للظلام أثر خاص في تذكّر الموت والقبر، واستشعار الآخرة ويوم القيامة، وهي من الأمور التي تنعكس على عمل العبد بالورع والتقوى وخشية الله.

وقت الفجر:
الفجر هو بداية نهار جديد من عمر الإنسان، فإذا عرف الإنسان أسرار هذا التوقيت، واستغله بذكاء، فإنه سيلمس بركة خاصة طوال يومه.

تؤكد الكثير من الروايات على اليقظة بين الطلوعين، فما سر هذا التأكيد؟
عندما يخصص الفرد وقت السحر ثم الفجر للعبادة والتفكر والخلوة مع الله تعالى، فهو بعد ذلك سيشعر يقينًا بنوع من الانشراح والطمأنينة والأنس في قلبه.
هذا الشعور الناتج عن تأثير ذكر الله، يعود لتمدّد السعة الوجودية للإنسان، وتكثّف قابلياته النفسية، أو ما يعبّر عنه بعض العلماء بالطاقة الإيجابية.

ولذلك ينبغي للإنسان أن لا يترك هذه الحالة المعنوية الرفيعة تتلاشى دون فائدة. إنما من الذكاء والتوفيق أن يسارع للاستفادة منها في تحصيل العلم النافع، أو في تحصيل مقدمات الرزق، أو بما يعينه على إصلاح نفسه وتنمية ذاته وصفاته وأخلاقه.

وفقنا الله وإياكم للاستفادة من بركات شهر رمضان بما يحبه ويرضاه.