شهر رمضان - السير والسلوك إلى الله |4|

ديننا
السير والسلوك إلى الله
|4|

ما الذي يُعيق السالك في هذا الطريق؟
هناك عقباتٌ تعيق السالك في طريقه، قد تؤخره وأحيانًا قد توقفه:
قسوة القلب: التي تتأتّى من عدّة أمورٍ أهمّها:
المعاصي: ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): "كان أبي يقول: ما من شيءٍ أفسد للقلب من خطيئة: إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله"- بحار الانوار ج 73.

الشره في الأكل: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "ليس شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل" - مستدرك الوسائل.

كثرة الكلام: عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب. إنّ أبعد الناس من الله القلب القاس" - وسائل الشيعة، ج8.
 
كثرة النوم: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "كثرة النوم مذهبةٌ للدين والدنيا" - ميزان الحكمة ج4.

الغفلة عن الذكر: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى (ع): يا موسى لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري على كلّ حال؛ فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب، وإنّ ترك ذكري يقسي القلوب" - الكافي ج2.

التعلّقات الدنيويّة: "رأس 
كل خطيئة حبّ الدنيا"، فالتعلّق بالمال والجمال والجاه والسلطة يؤدّي إلى عدم إمكانيّة السير نحو الحق تعالى: ولهذه العقبة أسبابٌ منها:

طول الأمل: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "أيّها النّاس، إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتّباع الهوى وطول الأمل. أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة" - الخصال للشيخ الصدوق.

حبّ المال والجاه: عن الإمام الباقر (عليه السلام): "ما ذئبان ضاريان في غنمٍ ليس لها راعٍ، هذا في أوّلها، وهذا في آخرها، بأسرع فيها من حبّ المال والشرف في دين المؤمن" - الكافي ج2.

الشرف في العيش: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أربعٌ يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهنّ، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خيرٍ أبدًا، ومجالسة الموتى. فقيل له: يا رسول الله وما الموتى؟ فقال: كلّ غنيِّ مترف" - بحار الأنوار ج100.

حبّ الذات: من أخطر 
العقبات حبّ الذات حيث أنّها مصدر المعاصي والطاعات؛ فقد يعصي المرء لرغبةٍ في نفسه أو اعتقاد مصلحته، وقد يطيع لرغبةٍ في النجاة بنفسه، وتظهر من خلال أمورٍ منها:
الكبر: عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ في جهنّم لوادياً للمتكبرين يُقال له سقر، شكا إلى الله عزّ وجلّ شدّة حرّه، وسأله أن يأذن له أن يتنفّس، فتنفّس فأحرق جهنم" - ميزان الحكمة ج1.

العجب: فيما سُئل به موسى (عليه السلام) عن إبليس لعنه الله: "أخبِرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: ذلك إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه" - بحار الأنوار ج108.

اتّباع الهوى: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "يقول الله عزَّ وجلّ: وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتتُّ أمره ولبَّست عليه دنياه وشغلت قلبه بها، ولم أؤته منها إلا ما قدرت له. وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوّي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفَّلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة" - الكافي ج2. 

فإنّ اتّباع الهوى حالةٌ يخرج فيها الإنسان من عبادة الله إلى عبادة نفسه.