www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - العبادة ودورها في بناء الشخصيّة |5|

ديننا

العبادة ودورها في بناء الشخصيّة
|5|

 

التفرّغ للعبادة:
يقول الإمام الخمينيّ (قده): "اعلم أنّ التفرّغ للعبادة يحصل من تكريس الوقت والقلب لها، وهذا من الأمور المهمّة في باب العبادات؛ فإنّ حضور القلب من دون تفريغه وتكريس الوقت له غير ميسور، والعبادة من دون حضور القلب غير مجدية. وما يبعث على حضور القلب أمران:
أحدهما: تفريغ القلب والوقت للعبادة.
ثانيهما: إفهام القلب أهميّة العبادة.
والمقصود من تفريغ القلب هو أنّ الإنسان يخصّص في كلّ يوم وليلة وقتًا للعبادة ويوطّن نفسه على العبادة في ذلك الوقت، رافضًا الانشغال في ذلك الوقت بأيّ عملٍ آخر.
وعلى أيّ حال لا بدّ للإنسان المتعبّد أن يوظّف وقتًا للعبادة، وأن يحافظ على أوقات الصلاة التي هي أهمّ العبادات، وأن يؤدّيها في وقت الفضيلة، ولا يختار لنفسه في تلك الأوقات عملًا آخر. وكما أنّه يخصّص وقتًا لكسب المال والجاه والدراسة والبحث، كذلك لا بدّ من تخصيص وقتٍ للعبادات، حتّى يكون خاليًا من أيّ عملٍ آخر، ويتيسّر له حضور القلب الذي هو بمثابة اللبّ والجوهر".

مسك الختام: يقول الإمام الحسين (عليه السلام): "إلهي ماذا وجد من فقدك"؟!
لا تفقد طريق ربّك الذي رسمه لك خطوةً خطوة، واعلم أنّ كلّ هذه العبادات إليه محبوبة ولك فيها خيرٌ عظيم، إن لم تره اليوم، فأنت حتمًا ملاقيه ﴿إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾، فإذا عرفت قيمة العبادة وأيقن قلبك أنّها صلة الوصل بينك وبين محبوبك عشقتها واشتقت إليها، ولم تعد حملًا ثقيلًا بل أصبحت لذةً مستمدّة من رضا المحبوب جلّ شأنه.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد