www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - عوامل صلاح الأسرة |2|


مجتمعنا
عوامل صلاح الأسرة
|2|


إن منظومة القيم التي لا بد وأن تكون حاكمةً على نظام الحياة الأسرية تحمل قيمتين هامتين وهي: 

أولاً: قيمة الصبر
لقد أولى الإسلام الصبر اهتماماً بالغاً، وجعلها القيمة الأهم التي يجب على الإنسان المسلم أن يتمسك بها ويحافظ عليها، لا بل يسعى بشكل دائم إلى تلميع صورتها والتأكد من جودتها في ذاته، وذلك من خلال التعرض الدائم للعثرات والصعوبات والابتلاءات على اختلافها.
إنّ الحياة الزوجية لا تنسجم دائماً مع الدلال والرخاء، فهي تتطلب إنساناً صبوراً لكي يتمكن من خوض التجربة بنجاح، أما أولئك الذين يفتقدون إلى الصبر فإنهم لا بد وأن يخفقوا في أول مشكلة تواجههم.
إنه من أهم المشكلات التي قد تعترض الإنسان عندما يدخل إلى الحياة الزوجية هي العطاء من ذاته ووقته وماله ومشاعره لشخص صار بفعل الزواج أقرب الناس إليه، وهذا التكامل مع الآخر ليس من الأمور السهلة بل إنه خاصية إنسانية راقية، وهي كيف يعتاد أحدنا أن يعطي من ذاته لشخص آخر مختلف عنه من حيث الرغبات والطباع والنشأة والتربية والأفكار والميول، بنسب مختلفة زادت أو قلت.
كل هذا لا يمكن أن يحصل مع أحد الزوجين بهذه البساطة بل إنه يتطلب جهداً نفسياً وفكرياً وجسدياً غير عادي على الإطلاق.
إن العلاقات الأسرية لا يمكن معها الاكتفاء بمقدار من التوافق، فهي تتعدى ذلك لتصبح علاقات ذات بعد روحي ووجداني ووجودي، تتمظهر بمواقف التضحية والعطاء والبذل والفداء، الذي لا مثيل له في العلاقات الاجتماعية بين فئات الناس الأخرى.

ثانياً: قيمة الشكر
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: " وإن شكرتم لأزيدنكم" "وأن أشكر لي ولوالدي إلىّ المصير.."
على الزوجين على حدٍ سواء أن يظهرا امتنانهما لبعضهما البعض بحيث يشكر كل منهما الآخر على شيء جميل قام به، سواءً للزوج أو بقية أفراد العائلة أو للبيت، حتى ولو كان الأمر تافهاً لا يستحق الجهد كما يبدو لأول وهلة، لكنه شيء ذو ثقل وأهمية كبيرين. إنه يزود العلاقة الزوجية بالجرعة اليومية من البريق الذي يجعل العلاقة بين الزوجين تبدو لامعة وبراقة كما ينبغي أن تبقى دائماً.
بقلم الأستاذة في الإدارة والإرشاد التربوي فاطمة نصر الله.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد