www.tasneem-lb.net

أسرة

أسرة - الزّواج وبناء الأسرة |1|

مجتمعنا

الزّواج وبناء الأسرة
|1|

 

لا شكّ في أنّ الرؤية الإسلامية النابعة من كتاب اللَّه سبحانه، وسنّة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، واضحة الدلالات في حثّها وترغيبها بل في إعطائها للزواج مكانةً قلّ نظيرها حتى قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “ ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويج" ميزان الحكمة، حديث7810، راسمًا في مبادئه، وأعماله، وأهدافه خطوطًا هي من الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة. 
من هنا جاء مشروع بناء وتأسيس الأسرة الإسلاميّة، التي يرعاها ويديرها الأبّ، وتشاركه الأمّ في رفع دعائمها، لإنتاج جيلٍ صالحٍ، يغذّى على المبادئ والفضائل. وحتى يكون ذلك، لا بدّ من أن يكون أساس البناء قائمًا على التقوى، وهو يتمّ مع معرفة كلٍّ من الشريكين للحقوق المتوجّبة عليه، وضوابط العلاقة مع شريكه، والآداب التي ينبغي أن يتحلّى بها، ولم يترك الإسلام العزيز ركنًا يرتبط بهذا الشأن، إلّا وبيّنه بشكلٍ تفصيليٍّ واضحٍ لا يترك العذر لمخالِفِه على الإطلاق.
فالزواج رابطةٌ شرعيّةٌ تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشريّ. ولقد أجازتها الشرائع السماويّة المتقدّمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها في معظم تشريعاته. ثم أولاه عنايةً فائقةً، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتى ينتهي بالموت أو بغيره.
وقد ورد في محكم كتابه العزيز الحكيم قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(الروم:21).
تلك المودّة والرّحمة لا تتحقّق إلّا بتحقّق الأهداف السامية من هذا المشروع العظيم، والذي من خلاله يمكن للزوج والزوجة في دائرة أسرتهما الصغرى، وللمجتمع في دائرته الأوسع، الصّمود في وجه الصّعوبات المحيطة بهم، وتخطّي الأزمات الطّارئة، على الصعد كافّة: النفسيّة، الاقتصاديّة، التربويّة.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد