www.tasneem-lb.net

أعياد

أعياد - عيد الخلافة الإلهية

عيد الغدير
عيد الخلافة الإلهية

        
كم كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) محقًّا حينما قال لعليٍّ يومًا "يا علي.. ما عرفكَ إلا الله وأنا".
فبنظر كثير من المسلمين، لم تكن حادثة غدير خم إلا حفلة تسلّمٍ وتسليم للسلطة والخلافة.
وجميعُ من ضيعوا حقّ عليّ (عليه السلام)، وخذلوه وقصّروا في ولايته، لم يعرفوا مقام هذا الولي العظيم، لأنهم ببساطة لم يعرفوا مقام النبي الكريم !

إنها قصةٌ قديمة، بقدم تاريخ البشرية، تكررت أحداثها مع كل الأنبياء، عندما واجههم أقوامهم بردة فعلهم الأولى "أَبعث الله بشرًا رسولا.." ؟
لأنه في أعماق وجدان كل بشري، كان هناك يقين بوجود مخلوق عظيم، يمثل كل القداسة والطهارة والشرف والكمال الذي تتوق إليه فطرتهم، دون أن يعرفوه.
وبما أنهم لوّثوا إنسانيتهم بالفساد والضلال والانحراف، لم يظنوا مطلقًا أن يكون هذا الموجود على هيئة إنسان مثلهم!

إلا أن الله تعالى شاء بتدبيره وحكمته، أن يتعرف إلى خلقه ويتجلى لهم من خلال أنبيائه وأوصيائه والكُمّل من عباده، الذين تجسدت في إنسانيتهم كل الصفات الإلهية الكاملة.
وكذا كان محمدٌ وكذا كان عليّ، وكذا أراد الرسول صلى الله عليه وآله، في حادثة الغدير أن يعرف الناس حقيقة الإنسان النوراني الكامل الذي خلقه الله ليَخلفه في أرضه، وليدلّ الناس على الذات الإلهية بمنطقه وسلوكه وعلمه وأخلاقه !

ثم بقيت في تلك القصة حلقة مفقودة ضائعة: هي حلقة المعرفة اليقينية بالتجلي الإلهي في أكمل وأطهر وأقدس إنسان.
فلغاية حلول البلاء الكبير وغياب ثاني عشر الأوصياء عليه السلام، بل لغاية اليوم ومرور أكثر من ألف عام، لم يعرف الخلائق بعد مَن هو المعصوم؟ وأي دور ومقام وحقيقة يمثلها؟ وأي نعمة وفضل قد حُرموا منها في غيبته !
وإلى الأجَل الذي سيدرك الناس فيه تلك الحقيقة، سيبقى هذا الحرمان يحجب آفاق التكامل الإنساني الأتم وانكشاف النور الإلهي القدسي الأعظم في قلوب العالمين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد