www.tasneem-lb.net

زين العابدين وتستمر الرسالة..

زين العابدين.. وتستمر الرسالة الجزء الثاني

زين العابدين.. وتستمر الرسالة الجزء الثاني

 لقدعاش الإمام السجاد عليه السلام حياته كلها على أنها كربلاء، لأنه كان يرى أنكربلاء ليست قضية الإمام الحسين عليه السلام كأب له فقط أو كشخص عزيز عليه، وإنماكان يراها على أنها قضية الإسلام كله وقضيّة الرسالة الإلهية كلها، ولهذا لم تنتهِكربلاء عنده بانتهاء المعركة، بل إنها بدأت منذ تلك اللحظة التي سقط فيها الحسينعليه السلام شهيداً مضرجاً بدمه على رمال الصحراء اللاهبة.

وقد شاءت القدرة الإلهية أن يكون الإمام السجادعليه السلام مريضاً يوم المعركة حتى لا يستشهد ويقوم بمهمة تبليغ الرسالة الحسينيةليصل صوت الحسين عليه السلام إلى كل أبناء الأمة، ومن أجل أن تلفح حرارة دمائهالعزيزة على الله كل وجوه المسلمين ليثوروا على بني أمية الطلقاء...

 ولميَطُلِ الأمر بالإمام السجاد عليه السلام للقيام بتلك المهمة ومن موقع الأسروالتقييد بالأغلال في العنق واليدين، كانت خطبته وكلماته في الكوفة والشام، وكانتمواجهاته ومناظراته مع أمراء السوء قد صارت على كل شفة ولسان تنتقل من بيت إلىبيت، ومن بلدٍ إلى بلد، تخبر عن فظاعة الجريمة النكراء التي ارتكبها بنو أمية بحقأهل بيت النبي ‏صلى الله عليه وآله وسلم.

 لقدأدخل الإمام زين العابدين عليه السلام كربلاء إلى عمق الشعور عند المسلم فجعلهاجزءاً من كل مفردة من مفردات حياتهم، فإذا أكلوا تذكّروا جوع الحسين عليه السلاموإذا شربوا تذكَّروا عطش الحسين عليه السلام وإذا خلدوا إلى الراحة تذكَّروا تعبالحسين عليه السلام ومعاناته، وبذلك تحوَّلت كربلاء بفعل الإمام السجاد عليهالسلام وطريقته الخاصة إلى أسلوب حياة لدى قسم كبير من أبناء الأمة الاسلامية.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد