www.tasneem-lb.net

عاشوراء

عاشوراء - الاستقامة الحسينية

الاستقامة الحسينية
﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ.. ﴾

إنَّ بصيرة العاشِق دومًا ما إن تسمعُ عن العترةِ الطاهرة، تبحثُ عن الارتباط الوثيق مع جلال آيات الفُرقان، فالبارئ المُصوّر، صوَّر جميع أحداث أنبيائه وأئمته وأوليائه في معالم آيات، بطريقة يتقصّاها الباحث عن نور الألوهيّة، ويغور في بهائها.

إنّ وهج نوره (عزّ وجلّ) ظهر في أحداث تاريخيّة عديدة، عبر من نذروا وجودهم لطاعته، ومنهم الرّجلُ التاريخيّ العظيم، من يحارُ بِعقلانيته جميع الفلاسفة والمفكّرين، ويستلهمون الحرف من حروف معركتِه، يُدعى في قلوب العاشقين "ثار الله"، إنه الحسين الشهيد (عليه الاسلام).
بدأ طريق حياتِه، بِآية :"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"١

تجلّت استقامة الإمام (عليه السلام):
١. الطّاعة والإخلاص في خدمة الهدف الإلهيّ، حيث ناجاه : "إِلهِي تَرَدُّدي فِي الآثارِ يُوجِبُ بُعْدَ المَزارِ فاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي إِلَيْكَ" ٢
٢. وهب جميع مادياته ونفسه وعيالِه، لِخدمة من خلَقَه.
٣. يقينهُ بِالقدر الالهي
٤. إيمانه بِسر الخلق "العبادة والطاعة"، فجمع قواه ليُثبت حقيقة فكره في عدم الرضوخ ليزيد وحكمه الفاسد الظالم.
 وإنّ في وضوح استقامته، تجلٍّ لِحقيقة عظمة وعمق الهدف الذي سعى للحفاظ عليه، "الإصلاح في أمّة جدّه النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)"، فهو عندما تأكد بفطنته وبصيرته أنّ المحافظة على "رسالة قوامها الثبات"، يحتاج إلى الفداء والإيثار والإخلاص، تحمّل مشهد أطفاله وأهلِه، واستشهاد فلذة كبده عبد الله الرضيع، ووعيه في قوله لله تعالى:" خُذ حتى ترضى"!

الحُسين(عليه السلام) استقام، فنصره ربّه (عز وجل)، وخلّد ذكراه حتّى قيام الساعة، وجعل لهُ مكارم وأهمّها محبّة الإنسان مهما كانت طائفته أو عمره أو جنسيته، لِهذا القدير الرّفيع.
ومن هنـا على المَرْء المُتبِّع إستئصال هذه القيمة، وثبات اتباعيته لله، وإيداعِ فكره وأيام حياته في خدمة الدين والإنسانيّة، فكربلاء اليوم بحاجة إلى استقامة حسينية مجددة.

١: فصلت الآية ٣٠
٢: من دعاء عرفة


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد