www.tasneem-lb.net

الإمام الخميني (قده)

ولائي - الإمام الخميني قدس سره رائد الوحدة |2|

الإمام الخميني قدس سره رائد الوحدة
|2|

لقد بذل الإمام الخميني قدس سره جهوداً عمليَّة كثيرة وفي شتى الميادين في إرساء دعائم الوحدة الإسلامية حتى يمكننا أن نقول أنه رائد الوحدة الإسلامية في القرن العشرين وما تلاه، كيف لا وهو الذي أخرج مفردة الوحدة من جدث الظلام إلى مجامع الأمة ومسامع المسلمين عامة.
فما هي الدعائم التي أرساها هذا الإمام العظيم في الأمة الإسلامية والتي بعثت فيها روح الوحدة وأيقظت الضمائر؟ 

1 ـ  البراءة من المشركين في الحج: 
تحول الحج عبر العصور المتلاحقة ومن خلال سعي الأعداء إلى فريضة عادية لا تحمل في عمقها الأبعاد السياسية التي أرادها الله تعالى ليستفيد منها المسلمون، وقد نجح العدو لسنين طويلة أن ينسي الناس هذه الأبعاد العظيمة لهذه الواقعة الهامة والاستثنائية من عبادات المسلمين السياسية.
أدرك الإمام الخميني قدس سره خطر هذه المسألة فأعاد للحج بعده السياسي سيما بإعلانه أن البراءة من قوى الكفر العالمية ركن من أركان الحج ولا بد أن تؤدّى ليكون الحج حجًا حقيقيًا يقول قدس سره: 
"إن إعلان البراءة من المشركين تعتبر من الأركان التوحيدية والواجبات السياسية للحج. فحاشا أن يتحقق إخلاص الموحدين في حبهم بغير إظهار السخط على المشركين والمنافقين، وأي بيت هو أفضل من الكعبة البيت الآمن والطاهر”. 

2ـ فلسطين القضية المركزيَّة: 
 وجّه الإمام الخميني قدس سره أنظار المسلمين نحو مشكلةٍ اعتبرها أم المشاكل وأم القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية، حيث اعتبر الإمام قدس سره أن هذه القضية ينبغي أن تحتل الحيز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمة والشعوب، وكذلك الحكام، مشخّصًا داء الأمة الراهن بتجاهل هؤلاء الحكام لهذه القضية وإخراجها من حساباتهم، وإلا فلو كان الحكام والشعوب يبذلون جهودهم العادية لحل هذه القضية وإزالة الورم الصهيوني من خاصرة الأمة لأمكنهم ذلك بأقل الإمكانات متى ما توفرت لديهم الإرادة الجديَّة لذلك، يقول قدس سره: 
"ثمة موضوع أشعر بأنه يشكّل لغزًا بالنسبة لي، وهو أن جميع البلدان الإسلامية والشعوب المسلمة تعلم ما هي المشكلة، وتعلم أن يد الأجنبي تريد زرع الفرقة بين صفوفها، وتشاهد أن نصيبها من هذه التفرقة هو الضعف والزوال، وتشاهد أن دولة إسرائيل التافهة تقف بوجه المسلمين. ولو كان المسلمون مجتمعين وألقى كل واحد منهم دلْوًا من الماء على إسرائيل لقضى عليها السيل، ومع ذلك يقفون أذلاء أمامها”. 

3-يوم القدس العالمي:
وفي سبيل هذه القضية ولكونها محوريَّةً تهمُّ جميع المسلمين، ويمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توحيد المسلمين، كان يوم القدس العالمي وذلك في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك من كل عام، وأطلق الإمام قدس سره هذا اليوم بعد أربعة أشهر من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979م مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الأولوية الذي شغلته في فكر الإمام قدس سره. 

وجاء في نص الإعلان:
"أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعةٍ من شهر رمضان المبارك التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وأن يعلنوا من خلال مراسم الإتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم". 

نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا للعمل بنهج هذا الإمام الذي أفنى عمره في سبيل توحيد الكلمة وإعلاء راية الإسلام.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد