www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - البيّنة في الدين |الجزء الأول|

ديننا
البيّنة في الدين
|الجزء الأول|

إنّ التحدي الأساس أمام الأنبياء كان هو القضاء على التقليد سواء كانت البيئة ملحدة أو مشركة أو متدينة فهذا صوت أنبياء الله يصدح ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ البقرة: 170.

إن الدين يدعو أتباعه للتفكّر والتعقّل والتدبّر والدين الذي يطلب من أتباعه الإتباع الأعمى ليس مقبولاً: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾يوسف: 108. والدين الذي لا يقبل محاججة الآخرين ليس مقبولاً: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ سبأ: 24. 

من هنا كانت الحجة الأساسية لقبول الأفكار الدينية هي العقل. إذن لا بد أن يكون الإيمان مبنياً على الوعي العقلي وعلى الاقتناع.

إن كل إنسان مطالَب أن يمتلك الدليل على ما يعتقد به وعليه أن يتفكر ويعيد النظر في معتقداته وانتمائه الديني والمذهبي ليتحول إيمانه إلى إيمان واقعي وواع وليس المطلوب التمرد لأجل التمرد.

من هنا أباح الدين السؤال عن المعتقدات حتى لو كان منطلقاً من وجود الشك واعترف الإسلام بحجيّة العقل بمعنى أن من أوصله عقله إلى نتيجة معيّنة مبنية على الدليل فهو غير ملام في تبنّيه لتلك النتيجة طالما أنها مبنيّة على الدليل، فالمهم أن يقدّم الإنسان برهانه ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾النمل: 64.

ومن هنا كان للإنسان الحق في مطالبة من يدعوه إلى تبنّي ايديولوجية معيّنة بالبيّنة ولا يحق للدين أي دين أن يفرض على الناس اتباعه دون بيّنة أو دليل.

ويمكن أن نلاحظ الفرق بين تعاطي الدين مع الإنسان قبل أن يتبيّن له وتعاطيه معه من بعد ما تبيّن له فالشخص الذي لم تظهر له البينة يعتبر باحثاً عن الحق إلى أن يتبين له الحق فإن لم يقبل صار متكبراً وجاحداً وغيرها من الصفات التي لا تتماشى مع الطبيعة الإنسانية الفطرية. وقد يتحول الإنسان المتكبر من منكر للحق إلى شخص يخفي الحقائق عن الآخرين بل ويصدّهم عنه بمختلف الأساليب والطرق بل إلى فتنتهم عن دينهم تهديداً وترغيباً من خلال التعذيب والحصار والتهجير أو الاغراء وهذا ما قد يؤدي إلى دخول قسم من الذين استضعفوا إلى النار بسبب تبعيّتهم وتقليدهم للذين استكبروا وذلك لأنهم كفروا أي غطوا واخفوا؛ وواضح أن الإخفاء يكون بعد الظهور.

كان لا بدّ لنبيّ الإسلام محمّد (صلى الله عليه وآله) من بيّنة للّذين كفروا حتّى يقتنعوا برسالة الإسلام.
ولكن السؤال هنا هل اقتنعوا بعد أن آتاهم بالبيّنة؟
هذا ما أخبرنا به الله تعالى على لسان نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) في كتابه المجيد في سورة البيّنة. وما سنتباحث فيه بإذن الله في الجزء الثاني، يتبع..
(موقع المعارف الإسلامية الثقافية/ بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد