www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - دين الحب |1|

دين الحب
|1|

باحثٌ عنك، سائرٌ بالحبّ إليك
أول ما يطلّ الإنسان إلى عالم الدنيا، يكون سلوكُه الفطري في توجهٍ تام وبحث متواصل عما يلبي له حاجته التكوينية الأولى للغذاء. فإذا ظفر به هدأ واطمأن.
لكنه مع الوقت، تبدأ حواسه بالانجذاب نحو المشتّتات: فتلفته الألوان، وتعجبه الأصوات، ويؤنسه اللمس اللطيف.
ويستمرّ انشغاله بعالمه الجديد حتى ينسى تدريجيًّا حبّه الأول، ويطمره في دفائن باطنه!

هذا تمامًا ما يحصل للنفس الإنسانية بعد أن تُفتَح لها النافذة على عالمِ الكَثَرات: تنظر وفي عينيها شوق شديد لرؤية وجه محبوبها.. لكنها تصطدم مع كل نظرةٍ بحجابٍ غليظ، وما أكثر الحجب!

يقول حافظ الشيرازي "وجه ليلى موجود في العالم، فقط تحتاج أن تكون مجنونًا كي تراه".
فما معنى هذا الكلام؟
معناه أننا نولد وفي داخلنا استعداد كبير وقابلية عظمى للحب.
ونقضي أيامنا وأعمارنا نبحث عما يتناسب مع هذا الاستعداد فنمنحه إياه.. ونظل نبحث ونبحث، مثل ذلك المجنون الذي قضى حياته بحثًا عن ليلاه.
وفي نهاية المطاف، نكتشف أن المعشوق الذي فقدناه لانشغالنا في دنيا الحجب، كان أمامنا كل الوقت، بل حتى أنه كان بانتظارنا! إلا أننا لم نكن مجانينَ عشقه كما ينبغي لنراه.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد