www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - دين الحب |2|

دين الحب
|2|

الإقبال على الطاعة
إذا أردنا أن نقوم بجولة تأمّلية لهذا العالم، لوجدنا أنَّ هندسته قائمة ومفطورة على الحب.
فلولا انجذاب الذرات لبعضها ما تكوّنتْ مادة قط!
ولولا انجذاب الأفلاك لنجمها ما استقرّتْ في جوف السماء قط!
فذلك بعضٌ من أثر الجمال الإلهي الذي ركّب الوجود بأجمل وأفضل قوة صانعة، هي الحب .

سُئِل الإمام الصادق عليه السلام يومًا عن الدين فقال "وهل الدين إلا الحب؟"
إذًا فالدين أيضا خاضع لهذا المبدأ وهذه القوة.
وقلوب البشر أوعيةٌ كما يعبّر أمير المؤمنين عليه السلام، فإن فاض وعاؤها بالحب الإلهي، اتّسع قعره إلى ما لا نهاية. فيصبح حينها جامعًا لفضائل وكمالات هائلة دون توقفٍ وامتلاء!

والإمام عندما قال هذه المقولة الشهيرة، قالَها كي يدرك الناس أنْ لا إكراه في الدين، تمامًا كما لا إكراه في الحب!
يعني، إن كنتَ كارهًا للعبادة، فلا تتوقع ظهور آثارها في نفسك!
وإن كنتَ مُكرَهًا على الفرائض، فلن ينالك منها سوى الكدّ والتعب!

كثيرًا ما كنتُ أتعجب حين يرددون أمامنا عبارة "إن الله رقيب" كي لا نفعل المحرّمات..
 فهل يحتاج المحبّ لرقابة حبيبه حتي يأتي بما يحب؟
بالطبع لا، ولو احتاج لما عاد مُحبًّا
فالمسألة سهلة وواضحة: عندما يتذوق القلب طعم العشق، سيُقبِل من تلقاء نفسه على الطاعات، وسيكره مجرد التفكير بالمحرّمات، وهكذا يكون الدين حبّ.
يتبع..
    


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد